لا يزال فيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصاراً (HIV) قضيّة صحيّة خطيرة على الصعيد العالميّ، فقد أدت الإصابة بعدوى هذا الفيروس إلى القضاء على حياة حوالي 35 مليون شخص حتى الآن، وفي الحقيقة يهاجم فيروس العوز المناعي البشري الجهاز المناعيّ للمصاب، ويقوم بتدمير خلايا الدم البيضاء التائيّة المساعدة (بالإنجليزية: T-helper cell)، والتي يشار إليها أيضاً بخلايا (CD4)، مما يدمّر الجهاز المناعيّ للمريض بشكل تدريجيّ، ويجعله عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، ومن الجدير بالذكر أنّ الفيروس يتكاثر في جسم المريض، ويستغرق تدميره للجهاز المناعيّ بشكل كليّ حوالي 10 إلى 15 عاماً إذا لم يتلقى المصاب العلاج.[1][2]
يرمز الإيدز (بالإنجليزية: AIDS) إلى متلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired Immunodeficiency Syndrome)، ويُعدّ المرحلة الأخيرة للإصابة بفيروس العوز المناعيّ البشريّ، ويتمثل بمجموعة من الأعراض والاضطرابات الصحية الناجمة عن الضعف الشديد لجهاز المناعة وفقدان قدرته على مواجهة الأمراض، وإذا لم يتلقّى المصاب العلاج فإنّ الإيدز سيتسبب بوفاته، ويستغرق الشخص في العادة من سنتين إلى 15 سنة للوصول إلى مرحلة الإيدز.[2][1]
في الحقيقة لا ينتقل فيروس العوز المناعي البشري أو الإيدز عن طريق الماء، أو الهواء، أو عضّ الحشرات، وإنّما يتطلب انتقاله وصول سائل المصاب إلى داخل الجسم، ومثال ذلك الدم، والمني، والإفرازات المهبلية، وعليه لن ينتقل المرض بالمصافحة، أو العِناق، أو التواصل الذي لا يتضمن التعامل مع سوائل المصاب، ومن الطرق التي ينتقل فيها سائل المصاب إلى الآخرين مما يتسبب بنقل العدوى لهم ما يأتي:[3]
هناك عدّة عوامل تزيد احتمالية الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري، ومنها ما يلي:[3]
تعتمد الأعراض التي تظهر على المريض على مرحلة العدوى التي يمر فيها، ويمكن تقسيم الأعراض بالاعتماد على مرحلة المرض، وفيما يأتي بيان ذلك.[3]
تبدأ الأعراض بالظهور على شكلٍ مشابهٍ لأعراض الإنفلونزا بعد حوالي شهر أو شهرين من دخول فيروس العوز المناعي البشري إلى الجسم، وسرعان ما تختفي بعد عدة أسابيع، وعلى الرغم من أنّ الأعراض بسيطة وتكاد تكون غير ملحوظة في هذه المرحلة، إلا أنّ كمية الفيروس في الدم تكون عالية جداً، ومن الأعراض والعلامات التي تظهر في هذه المرحلة ما يأتي:[3]
تُعرف مرحلة العدوى الكامنة السريرية (بالإنجليزية: Clinical latent infection) أيضاً بالمرحلة المزمنة لفيروس العوز المناعي البشريّ (بالإنجليزية: Chronic HIV)، وتستمرّ ما يقارب عشر سنوات إذا لم يتناول المصاب الأدوية المضادة للفيروسات العكوسة (بالإنجليزية: Antiretroviral therapy)، في حين تستمر هذه المرحلة إلى عقود إذا تناول المصاب الأدوية المضادة للفيروسات العكوسة، ومن الجدير بالذكر أنّ المريض لا يعاني خلال هذه المرحلة من أيّة أعراض محدّدة باستثناء انتفاخ الغدد الليمفاوية عند البعض، وتبقى فيروسات العوز المناعي البشري في الجسم وفي الخلايا البيضاء المصابة بالعدوى طيلة هذه المرحلة.[3]
مع الوقت، يتضاعف فيروس العوز المناعيّ البشريّ ويستمر بتدمير الجهاز المناعيّ، ومن الأعراض والعلامات التي يمكن أن يعاني منها المصاب في هذه المرحلة ما يأتي:[3]
في هذه المرحلة يكون الجهاز المناعي في حالة سيئة مما يزيد فرصة الإصابة بالعدوى الانتهازيّة (بالإنجليزية: Opportunistic infections)، ومن الأعراض التي تظهر على المريض نتيجة الإصابة بالعدوى الانتهازيّة ما يلي:[3]
بسبب تدمير فيروس العوز المناعي البشري الجهاز المناعي، فإنّ ذلك يجعل الشخص عرضة للإصابة بالعديد من العدوى، والسرطانات، والأمراض، ومنها ما يلي:[3]