فوائد الصلاة لجسم الإنسان

فوائد الصلاة لجسم الإنسان
(اخر تعديل 2024-03-28 21:39:01 )

تعظيم قدر الصلاة

للصلاة في الإسلام شأنٌ عظيمٌ، ومكانةٌ رفيعةٌ، عظّمها الله -تعالى- أيّما تعظيم؛ عرج بنبيه -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماوات العُلا، ففرضها عليه وعلى أُمته من فوق سبع سماوات، دلالةً على فرضيتها، وتأكيداً لأهميتها وتمييزاً لها عن باقي العبادات؛ فهي عمود الدين، والركن الثابت فيه، والركن الثاني من أركان الإسلام، والصلة بين العبد وربه، وآخر ما وصّى به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- صحابته وأُمته من بعده، عبادةٌ لا تسقط عن العبد مهما كانت أعذاره؛ فهو مطالبٌ بها مهما كانت ظروفه؛ يؤديها بحسب طاقته، أمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الآباء بأن يأمروا بها أبناءهم في سن السبع سنواتٍ، وهي شريعة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، التي أوحى بها الله -تعالى- إليهم؛ فقد دعا نبي الله وخليله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ربه -تعالى- بإقامتها لنفسه وذريته، فقال: (رَ‌بِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِي)،[1] وهي أول ما يُحاسب عليه العبد من الأعمال يوم القيامة، وقد توعّد الله -تعالى- من تهاون في إقامتها وتكاسل عن أدائها أشدّ العذاب، وفيها راحةٌ للنفس، وطمأنينةٌ للقلب، والصلاة قرّة عينٍ للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وللمؤمنين، وهي سببٌ في جلب الرزق، وحصول النصر والتمكين، ولها فوائدٌ كثيرةٌ للجسم.[2]

معنى الصلاة

الصلاة لفظٌ كغيره من الألفاظ التي تحتويها اللغة العربية، لها معنيان؛ واحدٌ في اللغة، والآخر في الاصطلاح، وفيما يأتي بيانٌ لكلا المعنيين:

  • الصلاة في اللغة: اسمٌ، ومعناها: الدعاء، وتُجمع على صلواتٍ، وهي مأخوذةٌ من الفعل صلّى يصلّي، فهو مصلٍّ، يُقال: صلّى صلاةً، ولا يُقال صلّى تصليةً، وممّا يُطلق عليه لفظ الصلاة، الدين، والعبادة، والرحمة، يُقال: صلّى الشخص أي؛ أدّى الصلاة، وصلّى فلان، أي؛ دعا.[3]
  • الصلاة في الاصطلاح: عبادةٌ يقوم بها المسلم؛ تقرّباً لله تعالى، ذات أقوالٍ وأفعالٍ مخصوصةٍ، يفتتحها بالتكبير ويختتمها بالتسليم.[4]

حكم الصلاة وحكمة مشروعيتها

الصلاة واجبةٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، وقد ثبتت فرضيتها في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية، وفي الإجماع، أمّا الدليل على فرضيتها من القرآن الكريم، فقال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،[5] أمّا من السنة النبوية؛ فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الإسلامَ بُنِيَ على خَمسٍ، شَهادةِ أنَّ لا إلَه إلَّا اللَّهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصيامِ رمضانَ، وحَجِّ البيتِ)[6] وأمّا من الإجماع؛ فقد أجمعت الأمة الإسلامية على وجوب خمس صلواتٍ في اليوم والليلة على الشخص المسلم.[7]

أمّا بالنسبة لحكمة مشروعيتها؛ أمر الله -تعالى- عباده بالكثير من الطاعات، وهيأ لهم الطُرق والسُبل للقيام بها، وجعل في كلّ طاعةٍ يقومون بها حكمةٌ جليلةٌ، قد يعلمها المرء وقد يجهلها، ومن بين الطاعات التي أمر الله -تعالى- عباده بالقيام بها، وفيها من الحِكم الكثير؛ الصلاة، فهي تعبيرٌ عن الخضوع والعبودية لله تعالى، تتمثّل فيها عظمة الخالق سبحانه، وذلّ المخلوق، عبادةٌ جمعت بين كثيرٌ من العبادات؛ ففيها التكبير، وقراءة القرآن، والقيام، والركوع، والسجود، والأصل في مشروعية الصلاة وفي كلّ عبادةٍ يؤديها العبد لله تعالى، أن تكون شُكراً للمُنعم على ما أنعم به على العباد، أو تكون أداء لحقّ الطاعة والعبودية، وإظهاراً للتواضع والذلّ لله تعالى، وقد تضمنت الصلاة على كلا الأمرين، وفي الصلاة تؤدي جميع الجوارح؛ الظاهرة والباطنة، شكر نعمة الإنعام بها؛ فالجوارح الظاهرة تؤديه بالقيام، والركوع، والسجود، وحفظ العين، ووضع كلّ عضوٍ مكانه، والجوارح الباطنة كالقلب، تؤديه بإشغاله بالنية، والطمأنينة، والخوف، والرجاء، والعقل؛ بإحضار الذهن، والتعظيم والتبجيل، في الصلاة يُظهر العبد العبودية لله تعالى، وهي مانعةٌ له من ارتكاب المعاصي، والوقوع في الفواحش والذنوب، وهي مكفرةٌ لما يرتكبه من الزلّات والخطايا في ليله ونهاره؛ فقد قال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).[8][9]

فوائد الصلاة لجسم الإنسان

للصلاة فوائدٌ كثيرةٌ للجسم اكتشفها العلم الحديث، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[10][11]

  • تعتبر الصلاة رياضةٌ جسديةٌ، وعقليةٌ، وروحيةٌ، بل أفضل الرياضات في ذلك، والمحافظة عليها تعدّ محافظةٌ على جسدٍ سليمٍ، ونفسٍ هادئةٍ ومستقرّةٍ.
  • في المحافظة على الصلاة علاجٌ لآلام أسفل الظهر، وآلام القدمين.
  • الصلاة رياضةٌ خفيفةٌ مفيدةٌ لعضلات الجسم، وتعمل على معالجة الوهن والضعف والعجز الجسدي الذي يُصيب الكثير من الناس، وخصوصاً إذا صاحبها الصبر.
  • في الركوع والسجود اللذين هما ركنين من أركان الصلاة، فائدةٌ كبيرةٌ للأوعية الدموية في الجسم، وتحسين الدورة الدموية، وتحسين عمل وأداء القلب، وتظهر هذه التأثيرات للصلاة على الجسم عند المداومة والمحافظة على الصلاة.
  • الصلاة وما فيها من حركاتٍ تعمل على دوران الدم في الجسم بشكلٍ جيدٍ، وتوصيله إلى جميع أعضاء الجسد، وبالأخصّ الدماغ؛ فانحناء الجسم عند الركوع، وفي السجود تعمل على تنشيط الدورة الدموية، وتساعد في علاج الخوف، والقلق، والاضطرابات النفسية.
  • تعمل الصلاة وما فيها من حركاتٍ على تنشيط حركة عضلات والدورة الدموية عند المرأة الحامل، وتخفيف الثقل والضغط الناتج عن الجنين على القدمين.
  • الركوع والسجود في الصلاة يعملان على تخفيف ألم البطن، والفخذين والساقين، ويعملان على نشاط الأمعاء، وبالتالي الوقاية من الإمساك.
  • الصلاة رياضةٌ خفيفةٌ وغير مجهدةٍ لعضلات الجسم، كما هو الشأن في كثيرٍ من الرياضات؛ فهي بذلك راحةٌ للجسم.

المراجع

  1. ↑ سورة إبراهيم، آية: 40.
  2. ↑ د. محمد أكجيم (25-9-2014)، "تعظيم قدر الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "تعريف ومعنى الصلاة"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف.
  4. ↑ د وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، سوريا: دار الفكر، صفحة 653، جزء 1. بتصرّف.
  5. ↑ سورة النساء، آية: 103.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 16، صحيح.
  7. ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام، السعودية: مطبعة سفير، صفحة 9-10. بتصرّف.
  8. ↑ سورة هود، آية: 114.
  9. ↑ قسطاس إبراهيم النعيمي (27-1-2013)، "الإعجاز في الصلاة"، www.jameataleman.org، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف.
  10. ↑ عبد الدائم الكحيل، "فوائد الصلاة الطبية والنفسية"، www.kaheel7.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف.
  11. ↑ عبد الدائم الكحيل، "عالج نفسك بالصلاة"، www.kaheel7.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف.