في الشريعة الإسلامية، هناك بعض العبادات الموسميّة التي تُفرض على المسلمين في مواسم محدّدة من السنة، حيث تأتي هذه العبادات في سياق سدّ بعض الاحتياجات التي يحتاج إليها المسلمون، وهذا من حكمة الشريعة الإسلاميّة المتناهية، فهذه الشريعة لم تأت إلا لإسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة، فهي ليست شريعة خياليّة، بل على العكس جمالها في واقعيتها.
من أبرز هذه العبادات الموسميّة التي ارتبطت بموسم شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، زكاة الفطر، وزكاة الفطر هي واحدة من أفضل العبادات على الإطلاق، والتي لها أجر عظيم عند الله تعالى نظراً لحساسية الموعد الذي يجب فيه على المسلم أداء هذه الزكاة.
تجب زكاة الفطر على كل مسلم مقتدر على أدائها، والمقتدر على أدائها هو الذي يمتلك قوته وقوت أبنائه وما يزيد عنه وعن باقي الحاجات الأصليّة في يوم وليلة عيد الفطر، كما أنّ زكاة الفطر هي زكاة عن الأفراد وليست زكاة عن المال كما في الزكاة العاديّة لهذا فإنه تُخرج عن الأفراد فرادى، بحيث يقوم كلّ مسلم بأدائها عن نفسه وعن كل شخص مسؤول عنه كما يُستحب أيضاً إخراجها عند الابن الذي أكمل أربعين يوماً ولم يولد بعد، أمّا مقدار هذه الزكاة المباركة فهو ثلاثة كيلو غرامات من الأرزّ، أو الشعير، أو القمح، كما أنّ الجهات المسؤولة في الدولة تقدّر قيمة زكاة الفطر لمن أراد إخراجها أموالاً، حيث يكون تقدير قيمة هذه الزكاة بشكل سنويّ تبعاً للأسعار في كلّ عام.