هل يتغير مزاج الحامل

هل يتغير مزاج الحامل

الحمل

تمرّ المرأة الحامل بالعديد من المشاعر أثناء رحلة الحمل والولادة؛ ومن تلك المشاعر: المُفاجأة عند إخبارها أنّها حامل، أو عند إخبارها بالحمل بتوأم، وقد تشعر بالفرح والسعادة عند تأكيد الحمل خاصةً إذا كان الحمل مُخططاً له ومرغوباً به، كما يُمكن أن تمرّ المرأة الحامل بمشاعر الغضب كجزء من التغيرات الهرمونية أثناء الحمل؛ مما يؤدي إلى شعورها بالضعف وقلة الأمان، وقد تمرّ أيضاً بمشاعر الخوف نتيجة قلقها من إنجاب طفل مريض أو مُعاق، كما أنّ بعض النساء يخشين الموت أثناء الولادة، وقد تعاني بعضهنّ من مشاعر الخوف من الولادة نفسها (بالإنجليزية: Tokophobia)؛ حيث تمثّل مشاعر الخوف هذه اضطراباً نفسياً يحتاج إلى تقديم المشورة والمناقشة المطوّلة مع القابلة أو الطبيب المختص، وفي سياق الحديث أيضاً فإنّ إفراز هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) المعروف أيضاً بهرمون الحب، يُمكن أن يولّد لدى المرأة الحامل مشاعر الحب المُتمثّلة بالمودة والألفة.[1]

التغيّرات المزاجيّة للحامل

تُعدّ التغيّرات المزاجيّة أمراً شائعاً لدى العديد من النساء الحوامل؛ فقد تشعر الحامل بالسعادة والفرح والحماس لكونها أصبحت حاملاً، إلا أنّها قد تشعر بالخوف على صحة الجنين والحمل، بالإضافة لشعورها بالقلق بشأن عديدٍ من الأمور؛ كالمسؤوليات الجديدة المُترتّبة عليها بعد الحمل، والقدرة على رعاية المولود الجديد، وتحمّل النفقات المالية الإضافية. وفي الحقيقة يُعدّ الحمل مرحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية؛ ولذا فإنّ توقع تلك التغيرات وفهمها قد يُساعد في عيش تجربة ممتعة أثناء الحمل.[2] وفيما يأتي نوضحّ بعض الأسباب المؤدية لحدوث تغيرات في مزاج المرأة الحامل:[3]

  • تغير مستوى الهرمونات بشكل سريع أثناء الحمل: يُعدّ تغير مستوى الهرمونات وخاصةً هرموني الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen hormone) والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone hormone) بشكل سريع أثناء الأشهر الأولى من الحمل أحد أهمّ وأعظم الأسباب المُؤدية إلى تقلب المزاج أثناء الحمل؛ فعلى سبيل المثال يزداد تركيز هرمون الإستروجين خلال الحمل حوالي 100 ضعف مقارنة بمستوى تركيزه قبل الحمل، ويؤثر هذا التغيّر بشكل أساسي على قدرة السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) الذي يُعرف بهرمون السعادة على تنظيم المزاج والعواطف؛ مما يؤدي في نهاية المطاف إلى قلقِ وتهيّج المرأة الحامل. وفي المقابل يُسبّب تغيّر مستوى هرمون البروجسترون ارتخاء عضلات الجسم المختلفة؛ ممّا يُسبّب الشعور بالتعب الشديد أثناء الحمل إضافة إلى الحزن والبكاء.
  • مضاعفات الحمل: يُمكن أن تُسبّب بعض مضاعفات الحمل تغيّر مزاج الحامل؛ فعلى سبيل المثال يُمكن أن يُسبّب غثيان الصباح -الذي يؤثر على 70 بالمائة من النساء الحوامل- شعور المرأة الحامل بالقلق؛ إذ قد تقلق الحامل من إصابتها بالغثيان أثناء العمل، أو السير في الشارع والتعرض لروائح يُمكن أن تُثير الشعور بالغثيان لديها. كما أنّ التّعب الذي يُعدّ أحد أعراض الحمل الشائعة يُمكن أن يُسبّب تقلبات مزاجية، وإلى جانب ذلك قد يكون تقلب المزاج ناجماً عن خوف المرأة الحامل من فقدان جنينها خصوصاً في حال تأخر حملها، أو تعرّضها للإجهاض سابقاً.
  • تغيرات شكل الجسم أثناء الحمل: قد تشعر بعض النساء الحوامل بالإثارة والمتعة نتيجة تغيرات الجسم المُصاحبة للحمل، إلا أنّ بعض الحوامل قد يشعرن بالقلق نتيجة تغيرات شكل الجسم والحاجة لارتداء ملابس خاصة بالحمل وخاصة بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
  • قراءة الكتب التي تروي المشاكل المتعلقة بالحمل والولادة: وخاصة تلك التي تسرد قوائم طويلة للمضاعفات المحتملة أثناء الحمل.
  • عدم القدرة على النوم ليلاً : قد تُعاني الحامل من صعوبة النوم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل؛ مما يُسبب الشعور بالتعب الذي يؤدي إلى تقلب المزاج.
  • تفاقم المخاوف والقلق بشأن الولادة: قد يزداد قلق المرأة الحامل خصوصاً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل؛ نتيجةَ تفكيرِها المستمرّ في الولادة، بالإضافة إلى خوفها من مرحلة الأمومة وما سيترتّب عليها من مسؤوليات جديدة.
  • الرغبة العارمة في تهيئة المنزل وتنظيفه وتنظيمه: حيث إنّ غالبية النساء الحوامل يتولّد لديهنّ نشاط كبير وطاقة زائدة في الترتيب والتنظيم في المنزل، والاستعداد العام لاستقبال المولود خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

التعامل الصحيح مع تغيرات مزاج الحامل

ينبغي على الحامل أن تُذكّر نفسها أنّ الاضطرابات العاطفية وتقلبات المزاج تُعدّ أمراً طبيعياً أثناء الحمل، وأنّ عليها أنْ تبذل قصارى الجهد في الاهتمام بنفسها وفي التغلب على تلك التقلبات المزاجيّة، وذلك باتّباع النصائح الآتية:[4]

  • أخذ الأمور ببساطة: ينبغي على الحامل أن تتعامل مع الأمور ببساطة أثناء الحمل؛ لتقلل من الضغط النفسي الواقع عليها، فلا ينبغي أن تُفكّر بطريقة مثاليّة بحيث تحاول إنهاء العديد من المهام قبل ولادة الطفل الجديد مثل إعادة تنظيم جميع الخزانات، أو وضع ساعات عمل إضافية قبل الذهاب إلى إجازة الأمومة، بل ينبغي عليها أن تضع نفسها في أعلى سلم أولوياتها بحيث تحاول تدليل نفسها كجزء أساسي من رعاية طفلها.
  • تقوية العلاقة مع شريك الحياة: تُنصح الحامل بالتعبير عن مشاعرها لشريك الحياة، وقضاء الكثير من الوقت معه، وتعزيز العلاقة والروابط بينهما؛ حتى يتمكّنا من دعم بعضهما بعد مجيء المولود الجديد.

*ممارسة الأنشطة التي تساعد الحامل على الشعور بالإيجابية: مثل اقتطاع بعض الوقت الخاص لها ولزوجها للاستمتاع معاً، وأخذ قيلولة، والذهاب للنزهة، والحصول على تدليك ما قبل الولادة، ومشاهدة فيلم مع صديق.

  • الحديث عن مشاعر الخوف والقلق للآخرين: إذ يُساعد الحديث عن المخاوف والأفكار التي تُسبّب القلق على التخلّص من المشاعر السلبية والمحافظة على قنوات التواصل مع الآخرين.
  • إدارة التوتر بطريقة صحيحة: ينبغي على الحامل أن تحاول إيجاد طرق فعالة للتخلص من مشاعر الإحباط والتوتر بدلاً من تراكمها؛ وقد يكون ذلك من خلال النوم لفترة كافية، وتناول الطعام بشكل جيد، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، وممارسة التأمّل، وتدريبات اليوجا الخاصة بالحمل، وممارسة أساليب الاسترخاء الأخرى. وفي الحقيقة يُمكن أن يكون لاستشارة مُتخصص في إدارة التوتر دوراً فعّالاً في معرفة مصادر التوتر والإحباط ومُساعدة المرأة الحامل في السيطرة عليها.

المراجع

  1. ↑ "Emotions during pregnancy", www.nct.org.uk, Retrieved 27-11-2018. Edited.
  2. ↑ "Mood Swings During Pregnancy", americanpregnancy.org, Retrieved 27-11-2018. Edited.
  3. ↑ "Why You Have Mood Swings During Pregnancy and How to Cope", www.verywellfamily.com, Retrieved 27-11-2018. Edited.
  4. ↑ "Mood swings during pregnancy", www.babycenter.com, Retrieved 27-11-2018. Edited.