أسماء يوم القيامة ومعانيها

أسماء يوم القيامة ومعانيها
(اخر تعديل 2024-09-06 16:30:01 )

يوم القيامة

إنّ إيمان المسلم بيوم القيامة أي الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان بالله - سبحانه وتعالى- ويَعني ذلك أن يؤمن العبد بكلّ ما أخبر عنه النبيّ محمد - صلّى الله عليه وسلّم - عن ذلك اليوم، وكل ما ثبتَ صحّته ممّا يكون بعد الموت ويَختصّ باليوم الآخر؛ من عذاب القبر إلى البعث والنشور، ثمّ الجنّة والنّار، سواءً ورد ذلك في كتاب الله أو السنّة الصحيحة.[1]

يَجب على المُسلم أن يؤمن بكلّ ما يخصّ يوم القيامة من علم أحوالِه وأسمائه، ومواضع ذكره في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فقد سمّى الله - سبحانه وتعالى - يوم القيامة بعددٍ من الأسماء، ومن تلك الأسماء ما جاء ذكره في القرآن الكريم، ومنها ذكره المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ومثال ذلك قول الله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ*لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ*خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ*إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا*وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا*فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا)،[2] فما هي أسماء يوم القيامة؟ وما المَدلول والمعنى من تلك الأسماء؟

أسماء يوم القيامة ومعانيها

ليوم القيامة العَديد من الأسماء التي تُطلق عليه ويُعرف بها أو يتّصف بها، وقد عدها بعض العلماء حتى بلغت خمسين اسماً، وكل اسم من هذه الأسماء له معنى خاص له مدلولٌ وإشارة وسبب من تسميته به، ومن بين هذه الأسماء وأشهرها وأبرزها الآتي:

يوم القيامة

ورد ذكر لفظ يوم القيامة تحديداً في سبعين موضعاً من القرآن الكريم، ومن تلك المواضع قول الله تعالى: (اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ)،[3] كما ورد في قوله تعالى أيضاً: (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا)،[4] وقوله تعالى: (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).[5] والقيامة في اللغة: هي مصدر قام يقوم، وإنما دخلتها تاء التأنيث في آخرها للمبالغة حيث جرت عادة العرب على ذلك، وسميت بذلك لما يقوم فيها من الأمور العظام التي أشارت إليها الآيات والأحاديث الكثيرة، ومن ذلك قيام الناس جميعا لله عز وجل.[6]

اليوم الآخر

هو من أبرز أسماء يوم القيامة وأهمها؛ حيث جاءت الأحاديث والآيات التي تدعو للإيمان الكامل والتي ذكرت أركان الإيمان بذكر ذلك الاسم من أسماء يوم القيامة تحديداً حيث ذكرت من تلك الأركان: الإيمان بالله تعالى، والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله واليوم الآخر، حيث جاء في قوله تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)،[7] وفي الحديث الذي وردت فيه قصة مجيء جبريل إلى النبي والصحابة حوله لبيان أمور الدين للمسلمين حيث جاء فيه: ( ... أخبرني عنِ الإيمانِ. قالَ: الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللَّهِ، وملائِكَتِهِ، وَكُتبِهِ، ورسلِهِ، واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّهِ؛ خيرِهِ وشرِّه. قالَ: صدَقتَ. قالَ: فأخبِرني عنِ الإحسانِ. قال: أن تعبدَ اللَّهَ كأنَّكَ تَراهُ، فإن لم تَكُن تَراهُ، فإنَّهُ يراكَ...).[8]

من المَواضع التي جاء فيها ذكر اليوم الآخر أيضاً قول الله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ).[9] وأحياناً يسميه الله - سبحانه وتعالى - بالآخرة فينسبه بذلك للوقت عموماً وهو كل ما يخص البعث والنشور والجنة والنار وربما سماه الدار الآخرة في مواضع أخرى، وذلك كقوله: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)، [10] وقال تعالى في موضعٍ آخر: (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ)[11][6]

الواقعة

الواقِعة من أسماء يوم القِيامة التي وردت في اقرآن الكريم، بل إن سورةً في القرآن قد سميت باسمها، حيث كان محور حديثها حول أحداث وتفاصيل يوم القيامة، قال تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا)،[2] وقد سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَحَقُّقِ كَوْنهَا وَوُجُودهَا، أي أن وقوع ذلك اليوم متحققٌ لا محالة، وأنه لا شك في وقوعه.[12]

الساعة

ورد ذكر اسم القيامة بلفظ - الساعة - في العديد من المواضع في كتاب الله، ومن ذلك مثلاً قوله تعالى: (وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)[13] وقوله تعالى أيضاً: (إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا)[14] والساعة هي كلمة يُعبَّر بها في العربية عن الزمان أو جزءٍ منه، أما سبب تسمية يوم القيامة بها فإنه يرجع إمّا لقرب الساعة، وكأنه يشير إلى أنّه لم يبق عن قدوم يوم القيامة غير ساعة كنايةً عن سرعة قدومها، وقيل: إنما سميت بذلك لأنها تأتي بشكلٍ مفاجئ، فتأتي بغتة في ساعة.[6]

يوم البعث

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ... )،[15] وقال: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذا يومُ البَعثِ)،[16] وقد سمي يوم القيامة بذلك لأن الناس يخرجون فيه للعرض على الله سبحانه وتعالى، فيحاسبهم فيه بعد أن كانوا موتى.[6]

أسماء أخرى ليوم القيامة

إنّ ليوم القيامة أسماءٌ عديدة، وبعد أن تم بيان الأسماء الأكثر شيوعاً ليوم القيامة فستورد هنا أسماؤها مع ذكر بعض الأدلة من القرآن والسنة، وتلك الأسماء هي:[6]

  • يوم الخروج: ومعناه أن جميع البشر يخرجون من قبورهم، عندما يتم النفح في الصور، قال تعالى: (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ)،[17] وقد فسّر الله مَعنى يوم الخروج في موضعٍ آخر حيث قال: (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ).[18]
  • القارعة: يدلّ هذا الاسم على الهلع الذي يدخل في قلوب العباد، نتيجةً لشدة أهوال هذا اليوم، قال تعالى: (الْقَارِعَةُ*مَا الْقَارِعَةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)،[19] وقال: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ)،[20] وقد سُمّيت القارعة بذلك لأنها تقرع القلوب من شدة أهوالها وأحداثها العظيمة.
  • يوم الفصل: سمّيت بذلك لأن يوم القيامة هو اليوم الذي يفصل الله سبحانه وتعالى فيه ما بين العباد، قال تعالى: (هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ).[21]
  • يوم الدين: المعنى الحقيقي لهذا الاسم هو أنّه يوم الجزاء والحساب لجميع العباد، والذي يُقام من قبل الله سبحانه وتعالى.
  • الصاخة: أي إنّه اليوم الذي يورث الصمم، وقيل إنّ الصاخة تعني النفخة الأولى.
  • الطامة الكبرى: ذلك لأنّ هذا اليوم يطمّ كلّ أمرٍ كبير وفظيع.
  • يوم الحسرة: ذلك لأنه اليوم الذي يَتحسّر فيه العباد ويندمون على ما فاتهم من الأعمال الصالحة التي تُدخلهم جنات النعيم.
  • الغاشية: سُمّي هذا اليوم بذلك لأنّ النار تغشي على الكفار، وتظهر خوفهم وهلعهم منها.
  • يوم الخلود: لأنّ الناس في هذا اليوم سوف يخلّدون إمّا في النار أو في الجنة.
  • الحساب: ذلك لأنّ الله تعالى يُحاسب جميع عباده في هذا اليوم.
  • يوم الوعيد: ذلك لأنّه اليوم الذي وعد الله سبحانه وتعالى كافة عباده فيه.
  • يوم الآزفة: يعني اليوم الذي اقترب حدوثه ووقوعه.
  • يوم الجمع: ذلك لأنّه يَجمع كافة البشر والمخلوقات في يوم واحد.
  • الحاقة: معناه أنه يحقّ فيها لأهل النار وأهل الجنة.
  • يوم الخروج: فيه يخرج الناس من قبورهم إلى الحساب.
  • الصاخة.
  • الطامة الكبرى.
  • يوم الحسرة.
  • يوم الوعيد.
  • يوم الآزفة.
  • يوم الجمع.
  • يوم التلاق.
  • يوم التناد.
  • يوم التغابن.
  • الحاقة.
  • اليوم المشهود.
  • يوم عقيم.
  • يوم عبوس قمطرير.
  • يوم المآب.
  • يوم العرض.
  • يوم الخافضة والرافعة.
  • يوم القصاص.
  • يوم الجزاء.
  • يوم الزلزلة.
  • يوم الرجفة.
  • يوم الناقور.
  • يوم التفرق.
  • يوم الصدع.
  • يوم البعثرة.
  • يوم الندامة.
  • يوم الغرار.

المراجع

  1. ↑ حامد بن محمد بن حسين بن محسن (1996)، فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد (الطبعة الأولى)، عمان - الأردن: دار المؤيد، صفحة 90.
  2. ^ أ ب سورة الواقعة، آية: 1-6.
  3. ↑ سورة النساء، آية: 87.
  4. ↑ سورة الإسراء، آية: 97.
  5. ↑ سورة الشورى، آية: 45.
  6. ^ أ ب ت ث ج عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر (1995)، القيامة الكبرى (الطبعة السادسة)، عمان - الأردن: دار النفائس للنشر والتوزيع، صفحة 19-22. بتصرّف.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 177.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8.
  9. ↑ سورة التوبة، آية: 18.
  10. ↑ سورة البقرة، آية: 130.
  11. ↑ سورة النساء، آية: 74.
  12. ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (1999)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الثانية)، السعودية: دار طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 513، جزء 7. بتصرّف.
  13. ↑ سورة الحجر، آية: 85.
  14. ↑ سورة طه، آية: 15.
  15. ↑ سورة الحج، آية: 5.
  16. ↑ سورة الروم، آية: 56.
  17. ↑ سورة ق، آية: 42.
  18. ↑ سورة المعارج، آية: 43.
  19. ↑ سورة القارعة، آية: 1-3.
  20. ↑ سورة الحاقة، آية: 8.
  21. ↑ سورة الصافات، آية: 21.