انتشر الإسلام بسرعة كبيرة ممّا لفت أنظار العالم نحوه، فسارع الناس لدراسة هذا الدين، والاطلاع على أسراره، فآمن الكثير من العقلاء منهم، وقد كان في انتشار الإسلام في عهد النبي والخلفاء بعده أكبر دلائل على صدق النبوة والرسالة، وقد تحدث النبي عليه الصلاة والسلام عن نبوءات انتشار الإسلام، وهي نبوءات ثابتة مستندة على الوحي الصادق، فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وقد جاءت هذه الأخبار في أكثر من حديث، منها قوله عليه الصلاة والسلام لعَدي بن حاتم: (فإن طالت بك الحياة، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة، حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله، ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى)،[1] وفي الحديث الآخر: (إنَّ اللهَ زوى لي الأرضَ. فرأيتُ مشارقَها ومغاربَها. وإنَّ أُمتي سيبلغُ ملكُها ما زُوىَ لي مِنها).[2][3]
انتشر الإسلام بين الناس بوسائلَ عدة من بينها الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام حينما مكث في مكة ثلاثَ عشرةَ سنةً يدعو إلى الإسلام، كما انتشر الإسلام بالإقناع، فقد اقتنعت زعماء القبائل في المدينة المنورة بالإسلام، فبايعوا النبي الكريم في بيعة العقبة الأولى والثانية، وكذلك حينما دخل التتار في دين الإسلام، وقد كانوا منتصرين على المسلمين في سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً حينما دخل المنتصر في دين المهزوم،[4] وقد ساهمت القدوة الحسنة في استجابة الناس لدعوة الإسلام ودخولهم فيه أفواجاً، حيث كان الناس ينظرون إلى خلق المسلمين، وخلق الدولة، وصلاح أنظمتها، فيتأثرون بها، ويقبلونها عن طيب خاطر.[5]