توجد العديد من الأسباب التي أدّت إلى ضياع الأندلس من أيدي المسلمين، ومنها:[1]
أصابت الأندلس حالة من الفوضى بعد سقوط الخلافة الأموية في عام 132هـ، وفي عام 385هـ أعلنت كلّ عائلة بارزة أو طائفة الاستقلال عن مدينتها وما يحيط بها؛ ممّا أدّى إلى انقسام الأندلس إلى إحدى وعشرين دويلة؛ لتبدأ فترة الضعف خلالها؛ حيث انتشر النزاع والخلاف بين ملوك الطوائف؛ واستغلّت الممالك الإسبانيّة هذا الضعف فاستولت بقيادة الملك فرديناند الأول على العديد من المدن الإسلامية.[2]
سقطت في العام 748م مدينة بامبلونا الواقعة شمال البلاد، ثمّ برشلونة عام 985م، وسنتياغو عام 997م، وليون بعد خمسة أعوام من سقوط سنتياغو، ومدينة سلمنقة في العام 1055م، ومدينة قلمرية عام 1064م، ومدريد عام 1084م.[2]
بعد سقوط طليطلة عام 1085م توجّه وفدٌ من علماء المسلمين إلى دولة المرابطين في المغرب الأقصى؛ للمطالبة بوقف زحف الإسبان، وقد وافق مؤسس دولة المرابطين يوسف بن تاشفين على طلب الوفد، ورغم النصر الذي حققه المرابطون على النصارى في معركة (الزلاقة) عام 1086م، إلّا أنّهم فشلوا في استعادة طليطلة.[2]
انهار حكم المرابطين في الأندلس بعد فشلهم في الدفاع عن مدينة سرقسطة الأندلسية، ونشوء الثورة في المغرب، والتي حملت نتائج سلبية بالنسبة لهم، ثمّ تحوّل الحكم إلى الموحّدين الذين دافعوا عن الأندلس، واستمرّ حكمهم إلى حين نشوء موقعة العقاب عام 1212م، حيث انهزموا خلالها وانتهى حكمهم.[2]
في الثاني من يناير للعام 1492م الموافق 897هـ انتهى وجود المسلمين بالأندلس تزامناً مع سقوط مدينة غرناطة، وذلك بعد العديد من الحروب التي قامت بها ممالك الشمال المسيحيّة على الثغور الأندلسية، والتي سُمّيت بحروب الاسترداد، وقد سقطت غرناطة عندما وقّع الملك أبو عبد الله الصغير معاهدة استسلام مع فرديناند وإيزابيلا الملكين الكاثوليكيين، حيث انتهت عندها الخلافة الإسلامية.[2]
بلاد الأندلس في وقتنا الحاضر تمثّل دولتا إسبانيا والبرتغال المسمّيتان بشبه الجزيرة الأيبيرية، وتصل مساحتها -أي شبه الجزيرة- إلى ستمئة ألف كيلو متر تقريباً، وتقع في الجنوب الغربيّ من أوروبا، وتحدّها من الشمال فرنسا، ومن الشرق والجنوب الشرقيّ البحر المتوسط، ومن الشمال والغرب والجنوب الغربيّ المحيط الأطلنطي.[3]