كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر

كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر

قيام اللّيل

صلاة قِيام اللّيل هي من أفضل النوافل؛ لأنّها تكون في أفضل الأوقات في جوف الليل- أي آخر الليل-، عندما يكون النّاس نياماً، فقد وصف النّبي -صلى الله عليه وسلم- من واظب عليها بأنّه مشابه للصّالحين، فمن سمات هؤلاء المداومة على قِيام اللّيل، وقد امتدح الله القائمين من الليل حيث قال سبحانه: "إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين* كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون".

فقيام الليل هو دأب وعادة الصّالحين من هذه الأمة ومن الأمم السّابقة، فهو مقربٌ إلى الله جلّ جلاله، وفيه تكفيرٌ للسيئات، ونهيٌ للنّفس عن اكتساب الإثم أو الوقوع فيه، كما أنّ فيه أجراً عظيماً، لما في ذلك من إيثارٍ للطّاعة ومناجاة الله ودعائه على النّوم والرَّاحة.

وقته وعدد ركعاته

وقت قيام الليل كما جاء في الأحاديث النّبويّة يكون في آخر الليل، وقت غفلة النّاس ونومهم، ويُفضّل أنْ يكون في الثُّلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي ينزل فيه سبحانه وتعالى إلى السّماء الدُّنيا، نزولًا يليق بجلاله وعظمته، وهو أحد أوقات الاستجابة التي ينادي الله جل جلاله عباده بأن يدعوه ويسألوه؛ فيحقق لهم مسألتهم، كما أنّ هذا الفعل المحمود هو أفضل الصَّلاة التي عُرِف بها نبي الله داود عليه السَّلامن وأقل قيام الليل ركعتان، وللمسلم أنْ يصلي العدد الذي يشاء بشرط أن تكون الصّلاة مثنى مثنى؛ أي ركعتان ركعتان.

قيام الليل في العشر الأواخر

يُقصد بها صلاة التَّهجد أو قيام الليل في العشر الأواخر، أي في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي سُنةٌ واظب المسلمون على آدائها بإجماع أهل السُّنة والجماعة، وتكون في الثُّلث الأخير من الليل- يمكنك حساب الثُّلث الأخير من الليل بعدّ السَّاعات التي تفصل ما بين آذان العشاء وآذان الفجر وقسمة الناتج على ثلاثة-، وتؤدى في المساجد صلاةً جماعيّةً، كما يُمكن أنْ تُصلى بشكلٍ منفردٍ في المنزل، وهي صلاةٌ جهريّةٌ تُصلى ركعتين ركعتين، ويُستحب إطالة القيام والرُّكوع والسُّجود فيهما.

ولا تقلُّ عدد ركعات قِيام الليل في العشر الأواخر من رمضان في المساجد عن ستِّ ركعاتٍ ثنائيّةٍ، وللمصلي أن يزيد سواء كان إماماً أم منفرداً حسبما يشاء.

كما يُستحب للمسلم أنْ ينوي قيام الليل قبل النَّوم، وعندما يستيقظ للصّلاة يتوضأ ثُمّ يستاك ويذكر الله، وبعد الانتهاء من صلاة قِيام الليل؛ فعليه أنْ يختمها بصلاة الوِتر؛ فقد كان النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- آخر صلاته باللّيل وترًا.