كيف تصلي الوتر بالتفصيل

كيف تصلي الوتر بالتفصيل
(اخر تعديل 2024-09-05 02:27:02 )

تعريف صلاة الوتر

الوتر لغةً يعني العدد الفردي، ويجوز لفظه بكسر الواو وفتحها، ومعنى قولنا فلان أوتر أي أنّه صلى صلاة الوتر.[1]وأما اصطلاحاً فتعني: صلاة يبدأ وقتها بعد صلاة العشاء، ويمتد حتى يطلع الفجر، وهي الصلاة التي تختتم بها الصلوات، سُمّيت بذلك لأن عدد ركعاتها فرديّ، فتكون واحدة أو ثلاثة أو أكثر، ولا يجوز أن تكون شفعاً، ومعنى الشفع العدد الزوجيّ.[2]

كيفية أداء صلاة الوتر

صلاة الوتر صلاة فردية اختلف الفقهاء في عدد ركعاتها واختلفوا في كيفيتها من حيث الفصل والوصل، وجلوس التشهد، والجهر والإسرار، ودعاء القنوت فيها، وفيما يلي بيان ذلك:

عدد الركعات

صفة صلاة الوتر

لصلاة الوتر عدة هيئات تختلف باختلاف عدد الركعات، وهناك أيضاً أكثر من هيئة جائزة لعدد الركعات نفسها؛ وتفصيلها كالآتي:[4]

  • أن تُصلّى ركعة واحدة، وهذه لا تحتاج شيئاً من التوضيح، فهي ركعة كهيئة صلاة أي ركعة.
  • أن تُصلّى الوتر ثلاث ركعات، ولها عدة صور في هذه الحالة:
  • أن تُصلّى الوتر خمس ركعاتٍ أو سبعاً متواصلات، ويكون التشهد في آخر ركعة، وذلك قول الحنابلة لقول أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يوترُ بسبعٍ أو بخمسٍ، لا يفصلُ بينهنَّ بتسليمٍ).[5]
  • أن تُصلى تسع ركعات ويكون هناك تشهدان في الركعة قبل الأخيرة ثم في الأخيرة.
  • أن تُصلّى ثلاث ركعات متواصلة، فإما أن تكون كصلاة المغرب يتشهّد فيهن بعد الركعة الثانية، ولكن مع قراءة بعض الآيات بعد سورة الفاتحة في الركعة الثالثة خلافاً لصلاة المغرب في هذه النقطة، وهذا مذهب الأحناف، أو أنه يصليهنّ متواصلات دون تشهّد في الركعة الثانية وهذه هي الصورة الأَولى عند الشافعيّة والحنابلة، ولكنها مكروهة عند المالكية.
  • تُصلّى ركعتين ثم يُسلّم المصلي، ثم يُصلي الركعة الثالثة منفردة، وهذه الصورة جائزة عند غير الحنفيّة، وما عداها مكروه عند المالكيّة.

حكم صلاة الوتر

حكم أداء صلاة الوتر

قال صلى الله عليه وسلم فيما يُروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (سَنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقالَ إنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فأَوْتِرُوا يا أهلَ القُرآنِ).[6]

حكم ترك صلاة الوتر

وأما ترك صلاة الوتر فقد ذهب الحنابلة إلى أنّ من فعل ذلك فهو مسيء، يُكره له فعله هذا، ومردودة شهادته عند الإمام أحمد، والوتر عند الشافعيّة والمالكيّة من أكثر السنن تأكيداً وأفضلها.[7]

القراءة في صلاة الوتر

من السنّة أن يقرأ المصلي في صلاة الوتر سورة الأعلى في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، أمّا في الركعة الثالثة فمن المستحب قراءة سورة الإخلاص أو قراءة الإخلاص والمعوّذتين، وإن صلّى الوتر أكثر من ثلاث ركعات فيُسنّ قراءة هذه السور بالترتيب نفسه في الركعات الثلاث الأخيرة، وأما قراءة الإخلاص والمعوّذتين فقد قال بذلك الإمام مالك وأحمد وهو مذهب الشافعيّة، وقد رُوي هذا عن أم المؤمنين عائشة وعن أبي بن كعب، وعن غير واحد من الصحابة، روى أبيّ بن كعب (إنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ كان يوترُ بسبحِ اسمَ ربكَ الأعلَى، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).[8][9]

القنوت في صلاة الوتر

معاني مفردة القنوت في اللغة متعددة، منها الصلاة، ومنها أيضا الطاعة، أما المقصود بالقنوت اصطلاحاً: فهو اسْمٌ لِلدُّعَاءِ فِي الصَّلاَةِ فِي مَحَلٍّ مَخْصُوصٍ مِنَ الْقِيَامِ، ورد جوازه في ثلاثة مواضع، منها صلاة الوتر، وصلاة الفجر.[10]

دعاء القنوت

وهو الدعاء الذي يكون في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر، ونصه مرويٌّ عن الحسن بن علي بن أبي طالب ونصه: (اللهمَّ اهدِني فيمن هديتَ وعافِني فيمن عافيتَ وتولَّني فيمن تولَّيتَ وبارِكْ لي فيما أعطيتَ وقِني شرَّ ما قضيتَ إنك تَقضي ولا يُقضى عليك وإنه لا يَذِلُّ من واليتَ ولا يعِزُّ من عاديتَ تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ)[11][12]

حكم القنوت في صلاة الوتر

وقد ورد في مسألة حكم القنوت في صلاة الوتر عدة أقوال أولها الوجوب طيلة العام وهو قول أبي حنيفة، وعنده يكون القنوت قبل الركوع، أما صاحباه أَبُو يُوسُف وَمُحَمَّد فيقولان بسنيّة القنوت، وفي وجه عند الشافعيّة يكون القنوت طيلة شهر رمضان، ولكنّ الشافعية في الأصح استحبوا القنوت في النصف الثاني من الشهر، وذهب الحنابلة إلى سنيّة القنوت طيلة العام، والمشهور عند المالكية أنّ القنوت في الوتر مكروه.[13]

قضاء صلاة الوتر

وأما من فاتته صلاة الوتر فقضاؤه لها واجب عند الحنفيّة، ولا يقضيها عند المالكيّة إن فات وقتها وصلى صلاة الفجر، ويندب قضاؤها عند الحنابلة، وكذلك في الصحيح عند الشافعيّة أنه من المستحبّ قضاؤها.[14]وفي كيفية القضاء خلافٌ واسعٌ، فيجوز قضاء الوتر على صفته، وهذا ما ذهب إليه كلٌّ من الشافعيّة والحنابلة، وهناك من خالف بقوله يُقضى مشفوعاً، أي ركعتين ركعتين، فمن كان يصلي الوتر ركعة واحدة فإنه يصليها ركعتين، ومن كان يصلي الوتر ثلاث صلاها أربعة، وقد اختلف الحنابلة في حكم قضاء الشفع معه، والراجح أن الصحيح قضاء الشفع عندهم أيضاً.[15]

المراجع

  1. ↑ ابن منظور، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر، صفحة 273، جزء 5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 289، 291 جزء 27. بتصرّف.
  3. ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 294، جزء 27. بتصرّف.
  4. ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 295-297، جزء 27. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 1/352.
  6. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 453، خلاصة حكم المحدث: حسن
  7. ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 291، جزء 27. بتصرّف.
  8. ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن أبيّ بن كعب، الصفحة أو الرقم: 9، حديث صحيح.
  9. ↑ "عدد ركعات الوتر وما يُقرأ فيها"، إسلام ويب، 13-8-2011، اطّلع عليه بتاريخ 16-2-2017. بتصرّف.
  10. ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 57، جزء 34.بتصرف.
  11. ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1425. سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح].
  12. ↑ "دعاء القنوت في الوتر"، الإسلام سؤال وجواب، 15-5-2004، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2017. بتصرّف.
  13. ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الكويتية الفقهية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 61-64، جزء 34. بتصرّف.
  14. ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 301، جزء 27. بتصرّف.
  15. ↑ "كيفية قضاء الوتر"، إسلام ويب، 19-9-2010، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2017. بتصرّف.