هل هناك علاج لمرض الربو
مرض الربويُعرّف الرّبو (بالإنجليزية: Asthma) بأنّه أحد الأمراض المزمنة التي تصيب المجاري التنفسيّة المسؤولة عن تمرير الهواء من وإلى الرئتين، بحيث تكون الجدران

مرض الربو
يُعرّف الرّبو (بالإنجليزية: Asthma) بأنّه أحد الأمراض المزمنة التي تصيب المجاري التنفسيّة المسؤولة عن تمرير الهواء من وإلى الرئتين، بحيث تكون الجدران المبطنة لأنابيب الشعب الهوائية لدى المصاب منتفخة أو ملتهبة، ممّا يؤدي إلى تضيّق هذه المجاري التنفسية ويجعلها حساسةً بشكلٍ كبيرٍ للمهيّجات والمُثيرات المختلفة؛ وبذلك تكون أكثر عرضةً لخطر حدوث تفاعلٍ تحسّسيٍ ضدّ بعض المواد التي يستنشقها المصاب، والذي تتعرّض فيه العضلات المحيطة بالمجاري التنفسية للشدّ، كما يتمّ تحفيز إفراز المخاط بشكلٍ إضافيٍ في المجاري التنفسية؛ ممّا يجعل عمليّة التنفس أكثر صعوبةً. وتظهر أعراض الربو على شكل نوباتٍ دوريّةٍ تتمثّل بالشعور بضيقٍ في الصدر، والصفير، وصعوبة التنفس، والسّعال. ففي بداية الإصابة بنوبة الربو يُسمح بمرور كميّةٍ كافيةٍ من الهواء إلى الرئتين، ولكن لا يُسمح بعدها بالتخلّص من غاز ثاني أكسيد الكربون بالسرعة الكافية، وفي حال الإصابة بنوبة ربوٍ طويلةٍ يتراكم هذا الغاز السامّ في الرئتين، وذلك بدوره يمكن أن يقلّل من كميّة الأكسجين التي تصل إلى مجرى الدم، وفي بعض الحالات الشديدة قد يُمنع وصول الأكسجين بشكلٍ تامٍ إلى الرئتين وبالتالي إلى مجرى الدم والأعضاء الحيوية في الجسم، وهذا النوع من النوبات قد يكون قاتلاً ويحتاج إلى تدخّلٍ طارئ. وفي الحقيقة، يعاني ما يقارب 8.3% من الأشخاص في الولايات المتحدة من مرض الربو، كما تُقدّر حالات الوفاة حول العالم نتيجة الربو ب 250 ألف حالةٍ سنويّاً.[١]
علاج مرض الربو
العلاج الدوائي
يُعدّ الرّبو أحد الأمراض المزمنة التي لا يوجد لها علاجٌ شافي،[١] ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هناك عددٌ من الأدوية التي يمكن استخدامها للسيطرة على أعراض هذا المرض. ويتمّ اختيار الدواء اعتماداً على عمر المريض، والعوامل التي تحفّز نوبة الربو لديه، والأعراض التي يعاني منها أو شدّة المرض. ومن هذه الأدوية ما يُستخدم على المدى الطويل للسيطرة على مرض الربو والوقاية من أعراضه، ومنها ما يُستخدم في النوبات الحادّة للربو، والتي تتطلّب علاجاً سريع المفعول، وفي بعض الحالات قد يتمّ اللجوء إلى أدوية الحساسية كذلك، ويمكن توضيح بعض من الأدوية المستخدمة للسيطرة على أعراض الربو والوقاية من حدوثها، على النحو الآتي:[٢]
- الأدوية طويلة الأمد: حيث تستخدم هذه الأدوية بشكلٍ يوميٍ ومنتظمٍ للسيطرة على مرض الربو، وتقليل خطر التعرّض للنوبات الحادّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من الأدوية نذكر ما يأتي:
- أدوية سريعة المفعول: وتستخدم هذه الأدوية عند الحاجة إليها، إذ يتمّ استخدامها في حالات الإصابة بنوبات الربو، أو قبل ممارسة التمارين الرياضيّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من أدوية الربو، نذكر ما يأتي:
- الكورتيكوستيرويدات المُستنشقة؛ (بالإنجليزية: Inhaled Corticosteroids)؛ وتعتبر هذه الأدوية المُستنشقة المضادّة للالتهاب خياراً مناسباً وآمناً للاستخدام لفتراتٍ طويلةٍ بالمقارنة مع أدوية الكورتيكوستيرويد التي تؤخذ عن طريق الفم، إذ إنّ استخدامها عن طريق الاستنشاق يُقلّل من خطر الأعراض الجانبيّة لهذه الأدوية، ومن الأمثلة عليها؛ فلوتيكازون (بالإنجليزية: Fluticasone)، وبيوديسونيد (بالإنجليزية: Budesonide)، وفلونيسوليد (بالإنجليزية: Flunisolide)، وسيكليسونيد (بالإنجليزية: Ciclesonide)، وموميتـازون فيروات (بالإنجليزية: Mometasone furoate).
- معدِّلات الليكوترين (بالإنجليزية: Leukotriene modifiers)؛ وهي من الأدوية الفموية التي تُسهم في التخفيف من أعراض الربو لفترةٍ تصل إلى 24 ساعةً، ومن الأمثلة عليها؛ دواء مونتيلوكاست (بالإنجليزية: Montelukast)، وزافيرلوكاست (بالإنجليزية: Zafirlukast)، وزيلوتون (بالإنجليزية: Zileuton).
- ناهضات بيتا الأدرينالية طويلة المفعول (بالإنجليزية: Long-acting beta agonists)؛ وتساعد هذه الأدوية على توسيع القصبات وفتح المجاري التنفسية، ونظراً لأنّ هذه الأدوية تزيد من خطر الإصابة بنوبات الربو الشديدة؛ فإنّه يجب استخدام المُستنشقات التي تحتوي على ناهضات بيتا الأدرينالية طويلة المفعول مع مُستنشقات الكورتيكوستيرويد، ويجدر بالمريض تجنّب استخدامها في حال نوبات الربو الحادّة، ومن الأمثلة عليها: سالميترول (بالإنجليزية: Salmeterol)، وفورموتيرول (بالإنجليزية: Formoterol).
- المستنشقات المركبة (بالإنجليزية: Combination inhalers)؛ وهي نوعٌ من أنواع المُستنشقات المستخدمة في علاج حالات الربو، والتي تحتوي على تركيبةٍ ثنائيّةٍ من الأدوية التي تنتمي إلى مجموعة ناهضات بيتا الأدرينالية طويلة المفعول، والأدوية الكورتيكوستيرويدية، ومن الأمثلة عليها: مستنشقات فلوتيكازون/ سالميتيرول (بالإنجليزية: Fluticasone-salmeterol)، وبوديزونيد / فورموتيرول (بالإنجليزية: Budesonide-formoterol).
- ثيوفيلين (بالإنجليزية: Theophylline)؛ ويؤخذ هذا الدوء على شكل حبوبٍ فمويةٍ يتمّ تناولها يوميّاً، تساعد على استرخاء العضلات المحيطة بالمجاري الهوائية، وإبقاء المجاري التنفسية مفتوحة.
- ناهضات بيتا الأدرينالية قصيرة المفعول (بالإنجليزية: Short-acting beta agonists)؛ يتمّ أخذ هذا الدواء بواسطة مِنشقةٍ يدويةٍ (بالإنجليزية: Hand-held inhaler)، أو باستخدام الرذّاذة (بالإنجليزية: Nebulizer)، إذ تعمل هذه الأدوية على توسيع القصبات الهوائية خلال دقائق من استنشاقها، ومن الأمثلة عليها: دواء سالبيوتومول (Salbutamol).
- ايبراتروبيوم (بالإنجليزية: Ipratropium)؛ ويوسّع هذا الدواء القصبات الهوائية بشكلٍ سريعٍ، ممّا يُسهّل عمليّة التنفس، ويُستخدم هذا الدواء عادةً في علاج النُّفاخ الرئوي (بالإنجليزية: Emphysema) والتهاب القصبات المزمن (Chronic bronchitis)، إلّا أنّه يستخدم أحياناً لعلاج نوبات الرّبو أيضاً.
- حُقن الكورتيكوستيرويد، والكورتيكوستيرويدات الفموية؛ إذ تستخدم هذه الأدوية لتخفيف التهاب المجاي التنفسية في حالات الربو الشديدة، ومن الأمثلة عليها؛ دواء بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، وميثيل بريدنيزولون (بالإنجليزية: Methylprednisolone)، ويتمّ استخدام هذه الأدوية على المدى القصير لعلاج أعراض الربو الشديدة، إذ يمكن أن تتسبّب بأعراضٍ جانبيةٍ سيئةٍ في حال استخدامها لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة.
العلاج المنزلي
في الحقيقة، لا يُنصح باعتماد العلاجات الطبيعيّة المنزلية في علاج مرض الربو، لأنّه إذا لم يتمّ علاج المرض طبياً بالشكل الصحيح، يمكن أن تزداد حدّة الأعراض، ممّا قد يشكّل تهديداً على حياة المصاب. وبالرغم من ذلك، يمكن القول إنّ هناك عدّة علاجات منزلية يمكن الاستعانة بها للسيطرة على أعراض الربو ومنع تفاقمها، كما قد تكون هذه العلاجات فعّالةً في الحالات الطارئة، ومن الأمثلة عليها نذكر ما يأتي:[٣]
- شرب القهوة أو الشاي: إذ يعمل الكافيين الذي يتواجد في الشاي أو القهوة بشكلٍ مشابهٍ لعمل دواء الثيوفيلين الموسّع للقصبات، إذ يساعد على فتح المجاري التنفسية، ويمكن أن يخفّف من أعراض الربو لمدةٍ تصل إلى أربع ساعات.
- استنشاق الزيوت العطرية (بالإنجليزية: Essential oils): مثل زيت الأوكالبتوس، وزيت الخزامى، وزيت الريحان، فبالرغم من فائدة استنشاق هذه الزيوت، وفاعليّتها في تسهيل عملية التنفس لدى بعض مرضى الربو، إلّا أنّها قد تزيد من سوء الحالة عند بعض المرضى؛ ففي بعض الحالات تُحفّز هذه الروائح الحادّة أعراض الربو أو تزيد من حدتها عند المريض.
- التدليك بزيت الخردل: إذ يُمكن تطبيق هذا الزيت الدهنيّ على الجلد، فهو يساعد على فتح المجاري التنفسية، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة تجنّب استخدام زيت الخردل العطري، إذ لا ينبغي أن يُطبّق هذا النوع على الجلد.
أسباب الإصابة بمرض الربو
تجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدّة أسبابٍ وعوامل جينيةٍ وبيئيةٍ تلعب دوراً هامّاً في زيادة خطر الإصابة بالربو أو تطوّر أعراضه، ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي:[١]
- الحساسية: حيث أظهرت إحدى الدراسات وجود ارتباطٍ قويٍ بين الإصابة بالحساسية ومرض بالربو.
- تدخين التبغ: أظهرت البحوث العلمية ارتباط التدخين بزيادة خطر الإصابة بالربو، والموت نتيجة الربو، إذ يزداد خطر إصابة الأطفال بمرض الربو في حال كان ذويهم من المدخنين، إضافةً إلى ذلك، يزيد التدخين من حدّة أعراض الربو، كما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى التنفسيّة.
- العوامل البيئيّة: تسهم بعض العوامل البيئية في تطوّر الربو وتحفيزه، كما تزيد من خطر حدوث تفاعلٍ تحسسيٍ لدى مرضى الربو؛ ومن هذه العوامل: الطقس البارد، والرطوبة العالية، والتلوّث الهوائي، والتعرّض لثنائي أكسيد الكبريت، أو أكسيد النيتروجين، أوغاز الأوزون.
- السمنة: فقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين المعاناة من السمنة ومرض الربو؛ ولكن لم يتمّ اعتماد ذلك كعامل خطرٍ رسمي من قبل الأكاديمية الأمريكية للحساسية، والربو، والمناعة (بالإنجليزية: American Academy of Allergy, Asthma and Immunology)
- التوتر: حيث إنّ الأشخاص الذين يعانون من التوتر والإجهاد لديهم نسبٌ أعلى من الإصابة بالربو، كما أنّ ردود الفعل العاطفية؛ كالضحك أو الحزن، قد تحفّز الإصابة بنوبة الربو.
- العوامل الجينيّة: ففي حال كان أحد الوالدين يعاني من مرض الربو، فإنّ خطر إصابة الابن بالربو يزداد بنسبة 25%.
- فترة الحيض: فهناك بعض الحالات والتي يُطلق عليها الربو السابق للحيض، يزداد فيها سوء حالة الربو قبل الحيض أو أثنائه، حيث إنّ التغيرات التي تحدث في مستويات الهرمونات أثناء فترة الحيض، تزيد النشاط المناعي في الجسم، والذي بدوره يؤدي إلى فرط حساسية المجاري التنفسية.
المراجع
- ^ أ ب ت Adam Felman(1-11-2018), "What is asthma?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-11-2018. Edited.
- ↑ "Asthma", www.mayoclinic.org,13-9-2018، Retrieved 26-11-2018. Edited.
- ↑ Debra Sullivan (1-10-2018), " What Do You Want to Know About Asthma?"، www.healthline.com, Retrieved 26-11-2018. Edited.
المقال السابق: من هو شاعر الرسول
المقال التالي: بحث حول تلوث الهواء
هل هناك علاج لمرض الربو: رأيكم يهمنا

0.0 / 5
0 تقييم