قبلَ الحديث عن الخصائص والسمات التي تميّزُ حقل أو ميدانَ العلاقات العامّة، لا بدّ من تسليط الضوء على مفهوم ذلك الفرع الحديث، الذي يندرجُ تحت قائمة فروع الإدارة، حيث ظهر كضرورة حتميّة في ظلّ التطوّرات والازدحامات التي تتخلّلُ عالمَ الأعمال في مختلف الميادين، ولأنّ المنظمات والأفراد توجد في محيط تعيش ضمنَه، وتؤثّر وتتأثّرُ به، لا يمكنُها العمل بمعزل عنه، لذلك لا بدّ من وجود فرع خاصّ يُعنى بالتواصل والتفاعل مع المحيط الخارجيّ، والقيام بمهامّ التشبيك والربط بين الأفراد والمؤسّسات والدول مع كلّ ما يحيط بها.[1]
يُعرف قسمُ العلاقات العامّة على أنّه ذلك الجهاز الذي يقعُ على عاتقه مسؤوليّة الربط بين المؤسّسة وجمهورها الخارجيّ، من خلال إيجاد سبل لخلق التواصل المشترك أو المزدوج بين هذه الأطراف، لتحقيق الرضا العامّ والمصالح المشتركة بينها، وتعبّر بصورة جيّدة عن ثقافة المؤسّسة وأعمالها ويعكسُ مدى كفاءة إجراءاتها التنظيميّة وقوانينها السوقيّة، ولا بدّ من وجود فريق عمل مؤهّل للإشراف على هذا الفرع، كونَه يعدّ بمثابة فنٍّ قائم بحدِّ ذاته، حيث يقومُ على مجموعةٍ من الأسس والمعايير التي تحقّقُ الأهداف المرجوّة من وجوده، من خلال امتلاك سبل حضاريّة للتعامل مع الآخرين والتواصل السليم في ظلّ منظومة من المعايير والقيم الأخلاقيّة والاجتماعيّة.[2]
تقومُ عمليّة الاتصال في دوائر العلاقات العامّة على أساس نقل المعلومات للجهات المعنيّة واستقبال معلومات مهمّة، بهدف إحداث تغيير معيّن، وتتعدّدُ وسائل الاتصال التي تفي بهذا الغرض، وتتمثّل على سبيل الذكر فيما يلي:[3]
يتميّزُ قسم العلاقات العامّة بمجموعة من الخصائص التي تمنحُه طابعاً خاصّاً به، والتي تتمثّلُ فيما يلي:[2]