اشعار لعيد الام

اشعار لعيد الام
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

قصيدة أمي

  • يقول الشاعر محمود مفلح في قصيدته أمي:

مالي سمعتُ كأنْ لم أسمعِ الخبرا

مالي جمدتُ فلم تهتزَّ قافيتي

كأنَّ كلَّ سواقي الشعر قد أسِنت

أنا الذي عزفت أوتارُه نغماً

مالي سكتُ فلم أنطقْ بقافية

هل جففَّ الرملُ إحساسي وجففّني

وهل عجزتُ عن التعبير واأسفي

أمي تموت ويُمناها على كبدي

هزّي سريري إني لم أزلْ ولداً

وجفّفي عَرَقي فالصيفْ ألهبني

مُدي يَديّكِ كما قد كنت ألثمها

وحّوطيني .. تلك العيُن خائنة

ولوّني أغنياتِ الصيف في شفتي

ما زال صوتك يا أماه يتبعني

يا ربِّ صُنْهُ من الأشرارِ كلهمُ

واجبرْ إلهي كسْراً ، حلَّ في ولدي

يا ربِّ جفّت دموع الأمهات هنا

كلُّ العصافير عادت من مهاجرها

وارحم إلهيَ زوْجاً غاص عائلها

وطفلةً كلما قالت زميلتها

وارحم إلهي شيخاً دبَّ فوق عصاً

يا من رددتَ إلى يعقوب يوسفَه

يا ربّ ما ذنبُ أحرارٍ إذا وقفوا

ما زال صوتك يا أماه يجلدُني

لا والذي خلق الدنيا وصورّها

لكنها مِحَنٌ حلت بساحتنا

أمي تموت ولم أفزع لرؤيتها

ولا حملتُ على كِتْفي جِنازتها

قصيدة إلى أمي

يقول الشاعر محمود درويش في قصيدته إلى أمي:

أحنّ إلى خبز أمي

وقهوة أمي

ولمسة أمي

وتكبر في الطفولة

يوما على صدر يوم

وأعشق عمري لأني

إذا متّ،

أخجل من دمع أمي!

خذيني، إذا عدت يوما

وشاحا لهدبك

وغطّي عظامي بعشب

تعمّد من طهر كعبك

وشدّي وثاقي..

بخصلة شعر

بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..

عساي أصير إلها

إلها أصير..

إذا ما لمست قرارة قلبك!

ضعيني، إذا ما رجعت

وقودا بتنور نارك..

وحبل غسيل على سطح دارك

لأني فقدت الوقوف

بدون صلاة نهارك

هرمت ،فردّي نجوم الطفولة

حتى أشارك

صغار العصافير

درب الرجوع..

لعشّ انتظارك!

قصيدة أمي والوطن

  • يقول الشاعر عبد الواسع السقاف في قصيدته أمي والوطن:

أمي كتبتُ لك الحنينْ

وروَيتهم بالشِّعر، خروا

أمي بعمق العالمين

ومضيت أصرخ ألف أمي

في السابقين.. في اللاحقين

ونسَجت باسمك ألف مي

لكرامة الإنسان في الأو

حتى يرى التاريخ أني

فجَّرت أعضائي بأع

فجَّرت فيها ثورة

وأتيت قلبك بالدمو

وكأنني رُغم الرجو

ما زدتُ في دنياك إلا

أمي غصون الزَّيزَفون

أمي مواقيت الصلا

أمي تباشير الصبا

أمي تباشير الغُرو

ما بين صُبح أو مسا

أمي غِناء الطير في

أمي بكاها النأي وال

أمي نعاها القُدس وال

أمي مرارات السلا

أمي، ومن لي غير

أمي الأمان، إذا رأي

آنست أمي والشَّجن

ونسجت بالألفاظ من

وسَّدت فيه الآه بال

وعزفت قيثاري، فغ

حاكت يمين الشِّعر

غنَّت به بلقيس في

غنّيت أمي في حُق

غنيتها ورداً وري

وروَيتها غُصنا من ال

منذ اشرأبت أعنق ال

للنور يسرق خَطْرَه

غنيت أمي لا أخا

غنيتها يا حب في

للعابد المصلوب يب

للحائر المجروح لا

للخائف المرعوب لا

للشمس تفتح بين أه

قصيدة خمس رسائل إلى أمي

  • يقول الشاعر نزار قباني في قصيدته خمس رسائل إلى أمي:

صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تختي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائره صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...