إنّ البواسير هي عبارة عن أوردة دموية منتفخة وملتهبة في الجزء السفلي من مستقيم الإنسان وفي فتحة الشرج تظهر لأسباب مختلفة وتسبب آلام متفاوتة في الحدة حسب شدتها، وتنقسم بطبيعتها إلى نوعين إحداهما داخلية حيث تكون موجودة داخل المستقيم ولا يمكن رؤيتها أو لمسها، وثانيهما خارجية وهي التي تنشأ تحت الجلد الموجود حول فتحة الشرج، وفي كلتا الحالتين تعتبر قابلة للعلاج.
من الضروري التنويه إلى أنّ البواسير الداخلية النوع والتي لا ترى أو يشعر بها تسبب صعوبة وجهداً عند عملية الإخراج صعوبة في مرحلة مرور البراز بفتحة الشرج مسبباً الضرر بسطح الباسور والذي يعد حساساً والذي يؤدي إلى النزف، وقد تدفع عملية الإخراج أحياناً الباسور الداخلي خارجاً من فتحة الشرج مسبباً الألم المبرح والتهيج، أما البواسير الخرجية فتسبب الحكة والنزيف عند التهيج، وقد يجتمع الدم المنزف أحياناً في الباسور الخارجي مشكلاً جلطةً أو خثرة دموية، والتي تؤدي إلى الألم الشديد والانتفاخ والإلتهاب.
يمكن للمصاب بالبواسير علاج نفسه بنفسه أحياناً بخطوات تتضمن التعديل على أسلوب حياته مثل اتباع نظام غذائي صحي وغني بالألياف مثل تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، واستخدام مكملات للألياف، وشرب كميات كبيرة من المياه للمساعدة على تليين البراز وتجنب الإصابة بالإمساك، وهذه في الحالات الخفيفة أو ربما المتوسطة، لكنّ الحالات الأكثر ألماً والمتطورة أكثر تستدعي من دون شك مراجعة الطبيب لإختيار طريقة العلاج المناسبة.
يشخص الطبيب في الغالب المصاب للكشف عما إن كانت البواسير لا تسبب سوى ألماً وإنزعاجاً خفيفاً للمصاب، وفي هذه الحالة يصرف له كريمات أو مراهم أو تحاميل شرجية تحتوي على مكونات مثل الهيدروكورتيزون، الذي يخفف الألم والحكة لكن بشكل مؤقت.
في حالات البواسير الخارجية وظهور التجلطات الدموية حول فتحة الشرج يزيل الطبيب عادة الجلطة بواسطة إجراء شق بسيط ليشعر المصاب بالراحة الفورية، ولا يعد هذا الإجراء عملية جراحية فالعمليات الجراحية لا تجرى سوى للمصاب الذي يعاني من بواسير كبيرة أو إن لم تعطي العلاجات السابقة أي فائدة.