-

القراءة وأهميتها

القراءة وأهميتها
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف القراءة

جاءت كلمة القراءة لغةً من الفعل: "قرأ"، والذي يحمل معانٍ عدة منها: قرأ الكتاب أي تتبع كلماته نظرًا سواءً نطق بها أم لا، وقرأ الشيء أي جمعه وضمّ بعضه إلى بعض، ومعنى القراءة كاسم هي صوت النطق بالكلام المكتوب، وجمعها قرّاء، وقرّاءون والتي تعتبر صيغة مبالغة من فعل قرأ ومعناها كثيرو القراءة،[1] أما اصطلاحًا فالقراءة بمفهومها البسيط تعني التعرف على الكلمات والحروف وتحويلها إلى أصوات، لكنّ هذا المفهوم الأوّلي تطوّر ليشمل عدة تعريفات اختلف فيها العلماء، فمنهم من عرّفها على أنّها عمليّة معقدة جدًا قائمة على تفسير الرموز المكتوبة فتربط بين الحقائق واللغة، ومنهم من عرّفها على أنّها: "عمليّة فكريّة ديناميكيّة تفاعليّة تنطلق من التعرف إلى أصوات اللغة، إلى فكّ رموزها وإدراك معاني تعابيرها وجملها، واكتشاف استعمالاتها الحقيقيّة والمجازيّة والتعمُّق في استدلالاتها، وذلك بهدف الوصول إلى الفهم القرائي للنصوص المقروءة".[2]

أهميّة القراءة

إنّ القراءة لا يمكن أن تكون هواية وحسب، بل هي منهج حياة متكامل يبني الإنسان ولا يهدمه عندما يكون نافعًا وعظيم الأثر، ومن أجل أهميتها الكبيرة التي تحملها وتعود بها علينا حثّ ديننا الإسلامي عليها، فكانت أول كلمة أوحى بها جبريل عليه السلام إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هي: "اقرأ" المذكورة في القرآن الكريم كما قال الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)،[3][4] وذلك دلالة على أنّ القراءة هي الوسيلة الأهم لتحصيل شتى العلوم والمعارف عند الإنسان، لذا لا بدّ من ذكر أهميّتها كالآتي:

تحصيل الثقافة والمعرفة منذ الصغر

تعتبر القراءة هي الوسيلة الأولى والأساسيّة لتحصيل المعرفة والثقافة للفرد منذ طفولته، فحتى لو انشغل عنه والداه قليلًا وهو طفل صغير إلا أنّهما إذا كانا مدركين لقيمة القراءة وزارعين ذلك في فكر طفلهما فسيكون لذلك أثرًا كبيرًا في بناء شخصيّته وثقته بنفسه والبدء باكتسابه معلومات وخبرات جديدة.[5]

تحقيق الوعي والنضوج للإنسان

إنّ القراءة تحقق للإنسان الوعي والنضوج اللذين يفيدانه في فهم ما حوله وتنمية ذاته والمجتمع، وذلك من خلال فتحها للأبواب المغلقة التي تنير للعقول آفاقها، وتحويل الخيال إلى واقع حقيقي، ومحو الجهل بالعلم، وجمع القاصي بالداني لتحقيق التواصل الاجتماعي والثقافي والمعرفي بينهم، فيزدهر المجتمع وترتقي حضارته.[6]

القراءة أداة للتحصيل الدراسي

توسّع القراءة من مدارك العقل، لذا هي مهمة جدًا في سلك التحصيل العلمي والأكاديمي الذي لا يكتمل بدونها على اعتبار أنّها اللبنة الأولى لتحقيقه!، فالطالب الذي يتمكّن من القراءة يستطيع فهم المعلومات بكلّ سهولة في مختلف المواد الدراسيّة ومختلف ميادين التعلّم، كما أنّ مهارات التفكير تُنمَّى لديه، ويهذَّب ذوقه وفكره، ويُشبَع حُبّ الاستطلاع لديه، ومن أجل هذا الأمر بالتحديد جعلت منظمة اليونسكو القضاء على الأميّة، وتزويد الأفراد بالكتب المناسبة وتنمية عادة القراءة لديهم من أهم أهدافها.[6]

تحفيز العقل وتحسين الذاكرة

تعدّ القراءة مهمة جدًا لتحسين ذاكرة الإنسان وتحفيز عقله؛ إذ بيّنت بعض الدراسات أنّ العقل حين يبقى محافظًا على نشاطه فإنّ ذلك يقلل نسبة إصابته بالزهايمر والخرف أو ربما قد يمنعه!، فالدماغ مثل أيّ عضلة أخرى في الجسم بحاجة إلى التمرُّن الدائم للحفاظ على صحته، وذلك يكون بإعماله بالأفكار والأنشطة المفيدة، وأهمها القراءة التي تحسّن الذاكرة أيضًا، فعندما يقرأ الإنسان كتابًا ما أو معلومة ما فذلك يذكّره بأمور معيّنة مرتبطة في دماغه بقصة الكتاب أو معلوماته.[7]

تنمية الحصيلة اللغويّة

تعتبر القراءة نشاطاً مرتبطًا وبشكل وثيق بتنمية الحصيلة اللغويّة لدى الفرد، إذ إنّها المهارة الأولى التي تعتمد عليها أساليب التعليم القديمة أو الحديثة منها، فكيف يستطيع الإنسان فهم لغته ولغات الثقافات الأخرى وقواعدها وتعلُّم مفردات جديدة منها أو ممارسة الأنشطة المتعلقة بها دون أن يعرف ماهيّة القراءة؟!.[2]

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى القراءة في معجم المعاني الجامع"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 12-9-2019.
  2. ^ أ ب يعقوبي دهية، زنادي عتيقة (2018-2019)، أهمية القراءة في التحصيل اللغوي لدى التلميذ في المرحلة الابتدائية، صفحة 17، 68.
  3. ↑ سورة العلق، آية: 1-4.
  4. ↑ د.راغب السرجاني، القراءة منهج حياة، صفحة 3-4.
  5. ↑ هند يوسف الخوري (2014)، أهمية الثقافة في تكوين شخصية الطفل (الطبعة الأولى)، صفحة 50.
  6. ^ أ ب الملتقى الدولي (15-4-2015)، يوم العلم: جيل اقرأ، صفحة 9-11،10.
  7. ↑ "10 Benefits of Reading: Why You Should Read Every Day"، ucsb، اطّلع عليه بتاريخ 9-12-2019.