حثّنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من ذكر الموت، فقد قال عليه الصلاة والسلام: { أكثروا ذكر هادم اللذات } [الترمذي وحسنه]، ولكننا نرى في هذه الأيام أن من يكثر من ذكر الموت أمام عموم الناس، يستنكرون قوله وكأنه موضوع لا يخصهم، وكأن الموت قد ربط بعمر معيّن وأشخاص معينين رغم أنه لا يعرف صغيراً ولا كبيراً، وهو الحقيقة الوحيدة التي ستصيب الجميع، علينا أن يكون ذكر الموت للعظة والإسراع في التوبة والعودة والتمسك بدين الله سبحانه وتعالى، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي عاشر عشرة، فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله! من أكيس الناس وأحزم الناس؟ قال: { أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة } [الطبراني وحسنه المنذري].
لا تترك الدنيا تأخذك من نفسك فلا تصحو إلا وقد فات الأوان، اعمل لآخرتك فما الدنيا إلا دار عمل ودار ابتلاء للمؤمن، وسنجد ما قدّمنا إما صالحاً فلنا الجنة وإما باطلاً فلنا جهنم أعاذنا الله وإياكم منها، فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
النفس تبكي على الدنيا وقد علمتان السعادة فيها ترك ما فيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنهاإلا التي كان قبل الموت بانيها
فأن بناها بخير طاب مسكنهوإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعهاودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةحتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بنيتأمست خراباً وأفنى الموت أهليها
لاتركنن إلى الدنيا وما فيهافالموت لاشك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وإن كانت على وجلمن المنية امال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضهاوالنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاق مطهرةالدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهاوالجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنهاوالصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم إني لا أصادقهاولست ارشد إلا حين اعصيها
واعمل لدار غداً رضوان خازنهاوالجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتهاوالزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبنٌ محمضٌ ومن عسلوالخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةتسبحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرهابركعةِ في ظلام الليل يحيها
إِنما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حيلم يصيبْ مالكٌ من الملكِ خُلْداً
سنةُ اللّهِ في العبادِ وأمرَناطقٌ عن بقايهِ لن يردا.
يا نفسُ توبي فإِن الموتَ قد حاناواعصِ الهوى فالهوى ما زال فَتَّانا
في كل يوم لنا مَيْتٌ نشيعهُننسى بمصرعهِ آثارَ مَوْتانا
الحسن بن علي
الموتُ خيرٌ من رُكوبِ العارِوالعارُ خيرٌ من دُخولِ النارِ
أبو العلاء المعري
موتٌ يسيرٌ معه رحمةٌخيرٌ من اليُسْرِ وطول البقاءِ
وقد بَلونا العيشَ أطوارهفما وجدنا فيه غيرَ الشقاءِ
الشريف المرتضى
أرى الناسَ يَهْوَوْنَ الخلاصَ من الردىوتكملةُ المخلوقِ طولُ عناءِ
ويستقبحونَ القتلَ والقتلُ راحةٌوأتعبُ ميتٍ من يموتُ بداءِ
عبد الله الشبراوي
والموتُ حقٌ ولكن ليس كل فتىًيبكي عليه إِذا يعروهُ فقدانُ
عدي ابن الرعلاء
ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍإِنما الميتُ ميتُ الأحياءِ
ابو نواس
لا بدَّ من موتٍ ففكرْ واعتبرْوانظرْ انفسِكَ وانتبهْ يا ناعسُ
ألا يابنَ الذين فَنُوا وبادُواأما واللّهِ ما بادوا لتبقى
محمد البغدادي
يا جامعَ المالِ في الدنيا لوارثهِهل أنتَ بالمالِ قبل الموتِ منتفعُ ؟
قدمْ لنفسِكَ قبل الموتِ في مَهَلٍفإِن حظكَ بعد الموتِ منقطعُ
شعر آخر عن الموت
ان الطـبـيـــــب بطبــه ودوائــه لا يستطيع دفاع نحب قد أتى
ما للطبيب يموت بالداء الـــــذى قد أبرأ مثــــــــــــله فيما مضى
مات المداوي والمداوى والدي جلب الدواء أو باعه أو اشترى
شعر اخر عن الموت
عجبت للانسان في فخره وهــــو غدا في قبره يُقبر
ما بال مـــن أولـه نـطفـة وجيفــــة اخـــره يفــجــر
أصبح لا يملك تقديم مـــا يرجو ولا تأخير مـا يحدرو أصبح الامر الى غيره فيكل ما يقضى ومايقدر