صلاح الدين أبو المُظفر يوسف بن الأمير نجم الدين أيوب بن شادين بن مروان بن يعقوب الدويني التكريتي،[1] ويُعرف بالملك الناصر صلاح الدين يوسف، ويُعدُّ هذا البطل مؤسس الدولة الأيوبية، وهو بطل مسلم اشتهر ببراعته في التكتيك العسكريّ، ويُشار إلى تعدد أعماله وإنجازاته؛ فقد عمل سلطاناً، وقائداً عسكريّاً، ومقاوماً للصليبيين.[2]
يُعرف أنَّ صلاح الدين الأيوبيّ ليس بعربي الأصل؛ إذ إنَّه ذو أصول كردية عظيمة، ويذكر أنَّ والده كان حاكماً لقلعة تكريت، حيث ولد صلاح الدين في تكريت، وهي إحدى البلدات القديمة الواقعة بين الموصل وبغداد، وبعد ولادته أُجبر والده على الخروج من تكريت، وكان لهذا الحدث الأثر المشؤوم في قلب والده، حيث تشاءم والده منه، وقيل له: لعله يكون ملكاً عظيم الشأن، وكانت هجرة نجم الدين زنكي من تكريت إلى الموصل، وقد حطت رُحاه عند عماد الدين زنكي، ونشأ صلاح الدين هناك نشأة كريمة وطيبة، إذ ترعرع على العزّ، والفروسيّة، وتدرب على استخدام السلاح، وقراءة القرآن الكريم، وحفظ الحديث النبويّ الشريف، وتعلّم اللغة، وكبر صلاح مُحباً للجهاد في سبيل الله.[3]
تميز صلاح الدين بصفاته العظيمة ومنها ما يلي:[4]
امتلأت حياة صلاح الدين بالجهاد، فكان يعود من معركة وينخرط بمعركة أخرى، وكانت معركة حطين من أهم المعارك التي خاضها صلاح الدين، وسُطرّت صفحات هذه المعركة بأقلام من نور، وصفحات ذهبيّة، فقد كانت الشاهد على أسمى معاني جهاده وتضحيته، ومن عباراته المشهورة: (كيف يطيب لي الفرح، والطعام، ولذة المنام، وبيت المقدس بقبضة الصليبيين).[3]
توفي القائد العظيم صلاح الدين الأيوبيّ يوم الأربعاء الموافق السابع والعشرون من شهر صفر لعام 589هـ، ويُذكر أنَّه ترك وراءه بنتاً واحدة، وسبعة عشر ولداً،[1] وقال الذهبي: لقد وجد الناس صلاح الدين شبيهاً بما يجدونه على الأنبياء، ولم يرَ ملكاً حزن الناس لوفاته سواه، فقد كان محبوباً للجميع، إذ أحبّه البار والفاجر، والمسلم والكافر، ومدحه العماد وقال فيه الأبيات الآتية:[4]
وَلِلنَّاسِ بِالمَلِكِ النَّاصِرِ الصَّلَا
هُوَ الشَّمسُ أَفلَاكُهُ فِي البِلَا
إِذَا مَا سَطَا أَو حَبَا وَاحتَبَى