علامات عدم الثقة بالنفس

علامات عدم الثقة بالنفس
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الثقة بالنفس

يَعتمدُ بناءُ الشخصيَّة وتكاملها واتِّزانها على القناعات التي تتبناها الذات وتعكسها على نفسها، وتتّسمُ الشخصيَّة المتوازنة بعدّة صفاتٍ تتكامل مع بعضها لتصنع النجاح والرضا الداخلي والشعور بالسعادة، ومن أهمّ هذه الصفات سمةُ الثقة بالنَّفس، وهي قوَّة عظيمةٌ توقدُ دافعيَّة الفرد وتُعزّز توجّهه نحو تحصيل الأهداف وتحقيق الإنجازات والأحلام والأمنيات. ترفدِ الثقة بالنفس الذات بقدراتها الإيجابيَّة التي تُشعل فيها روح العمل والإحساس بالمسؤوليَّة وتنفيذ المهام والواجبات دون تململ أو كسل، وترفع الثقة بالنفس ودافعيتها وإصرارها لبُلوغ الهَدف ودَيمومة النّشاط والعمل.[1]

انعدام الثقة بالنفس

تُمثّل حالة انعدام الثقة بالنفس نوعاً من العجز الذاتي والشعورِ بتدنّي الذات وانهيار احترامها، وهو إقرارٌ سلبيّ تجاه الذات بانعدام الفائدة والمَنفعة والضّرورة، وهو اعتِقادٌ يَبنيه الفرد تجاه نفسه بظروفٍ مُعيّنة يفقد فيها قُدرته على تعزيز ذاته واحترامها فيرسخ في تفكيره انحدار شخصيَّته وعجزه عن أن يكون طبيعيَّ المَعيشة والأهداف والفوائد، وينعكس ذلك الشعور سلباً على بناء الشخصية وتكاملها، فيهدم قدرات الإنسان ودافعيته وجوانب الخير فيه، وفي هذه الحالة يقوم المرءُ بوسم ذاته تلقائياً بوسمِ الفشل والضعف والعجز والسلبيَّة، ليُبصحَ مُنقاداً لتقييمات الآخرين وأحكامهم وكلماتهم دونما محاولة لإقناع ذاته بالخيريَّة والإيجابيَّة والقدرة، فيحصر نفسه في سجن المرضيَّة والإعاقة الداخليَّة كاستجابةٍ لجميع الظروف والإخفاقاتِ السلبيَّة المحيطة، مما يترتَّب عليه تدمير النفسيَّة وتوقُف الإنجاز.[2]

علامات عدم الثقة بالنفس

يَنبغي على الإنسان أن يُحدّد مُمتلكات شخصيّته ومُكتسباتها وخصائصها ليضمن التطوير والتحسين الدائم بغير سقطاتٍ أو اختلالاتٍ تُضعفه وتقلل من عزيمته أو تُسقطه في شرك انعدام الثقة بالنفس وسوء نواتجها، والأجدر في ذلك هو البحث عن التوافقات والتصالحات الداخلية ومستوى الرضا عن النفس والشعور بالسعادة والتميّز، وفي ضوء التغيير الذي قد يطرأ على هذه المُكتسبات فإنَّ الوقاية أيضاً مطلوبة لتصحيح المسار ومُعالجة الخطأ قبل وقوعه، وقد يستصعب الفرد أساليب التشخيص والبحث عن مُحدّدات ذاته والحكم عليها ليتسنّى له إخضاعها للعلاجات السلوكية والذاتية، والناجع في ذلك هو التعرُّف إلى العلامات التي تُنبؤ باختلال التوازن وانتقاص الثقة بالنفس وضعف احترام الذات وغيرها من الدفائن الشخصيَّة التي يحسن اكتشافها ومحاربتها أولاً بأوَّل، ومن المؤشرات الدَّالة على انعدام الثقة بالنفس الآتي:[3]

  • إبداء الأسباب والمبرّرات للأفعال: إن التبرير المستمر للأخطاء والأفعال يُصادر حقَّ التجربة والخطأ والممارسات الطبيعية التي من حق الإنسان أن يمارسها بشكل اعتيادي، ومن غير الصحي اتّباع الأفعال أو الأخطاء بتفسيراتٍ تُبرِّرُ أسباب الخوض فيها أو الوقوع في حبالها؛ حيث إنّ ذلك الأمر يجعلُ الفردَ في دائرة المُراقبة والتَهكُّم المستمر، ويَصنع من مواقفه الاعتياديّة تصرّفاتٍ مقصودةٍ أو غير مسيطرٍ عليها تحتاج إلى تفسيرٍ دائم، فلو سَقَطت من يدِ أحدهم كأس ماءٍ فإنَّ الآخرين لن يكترثوا لسقوطها وما يترتّب عليه من أعراضٍ كالكسر والبلل وغيره، غير أنَّهم سيَفعلون ذلك بمُجرَّد أن يلفت انتباههم تبرير سقوطها بأنَّها متعبة مَثلاً.
  • الاهتمام بالانتقادات والرد عليها: يرجع أمر الاهتمام المُفرط بالانتِقادات والردّ السريع عليها إلى الشُّعور بوجود نقصٍ في اتّزان الذات واستقرارها وكينونتها، ويُؤدّي انعِدام الثقة بالذات إلى تَوتّر الفَرد بِصورةٍ دَائمة تَجعله مُتحفِّزاً للردِّ السّريع لأيّ مُثيراتٍ من شأنها أن تُوجِّه له أصابع التساؤل أو الاتهام أو الانتقاد، وعلى الطّرف النَقيض يكون الواثقون بأنفسِهم أكثر استِقراراً وميلاً لتَقبُّل النقد دون الحاجةِ إلى الدِّفاع أو التبرير.
  • التعويض: هو عبارة عن استِبدال الحالة الواقعيّة السّلبيّة بصورةٍ مثاليَّةٍ غير واقعيَّة بهدفِ الإيهام أو عدم الاعتراف بوجودِ المُشكلة أو النّقص، ويلجأ الأشخاصُ الّذين يَفتقدون للثّقة الذاتية لحالة التّعويض عندما يَشعرون بوجود مُراقبٍ يسألهم أو يُحاول الاستِفهام عن الحالَة التي يَمرّون بها ظنّاً منهم أنّ تبديل الصّورة الواقعيّة بالمثاليَّة يَجعلهم أفضل حالاً ويَنقلهم إلى التحسُّن السّريع دون تدخّل.
  • إيماءات الجسد: تُظهر حَركاتُ الجَسد وإيماءاته أو إيحاءاته شعور الأفرادِ وحالاتهم النفسيَّة والسيكولوجيَّة، ويبدو الصّمتُ والانكِفاءُ الجسدي أبرز علامات انعدام الثقة بالنفس عند الأفراد؛ إذ لا يقوم الأشخاص الواقعين تحت انعدام الثقة بالنفس بأيّ حركة مُتوازنة أو حيوية، إنّما يَكتفي هؤلاء الأفراد بتَهيئة أجسادِهم دفاعيّاً لمُجرّد وقوعهم ضمن أيّ موقفٍ هجوميّ أو تهكّمي، والعلامة الأبرز في هذه الحالة ردُّ اليدينِ إلى الصدر أو كَتفُها معاً.
  • الشعور بالكمال: يَظنُّ الأشخاص الّذين يُعانون من نقص الثقة بالنفس بأنَّهم مُطالبون بأن يكونوا مثاليّين جداً إلى الحدِّ الذي يُشعرهم بالمسؤوليَّة المُفرطة تجاه تنفيذ الأعمال والواجبات الموكلة إليهم، ويؤدّي هذا الشعور إلى تولُّد نَوعٍ من الغَضب والخيبة إذا حصلوا على مُستوياتٍ أقلّ من المثلى، ولا يَستطيع هؤلاء الأفراد تقبُّل فكرةِ النقص.

أسباب انعدام الثقة بالنفس

إنّ انعدام الثّقة بالنفس يتولّد عن أسبابٍ عديدة منفردة أو مجتمعة منها:[4]

  • الإحباط: قد تُؤدّي الإصابة بحالةٍ من الإحباطِ في أيِّ مَرحلة من مراحل حياة الإنسانِ إلى انعدامِ ثقته بنفسه لحظياً أثناء حالة الإحباطِ وذلك أمرٌ طبيعي، غير أنَّ البعض يتأصَّل لديهم شعور نقص الثقة بالنقص نتيجة استمرار حالة الإحباط أو اشتدادها، وتنشأ علاقة تصاحبية بين الإحباط ونقص الثقة بالنفس ويتولّد بِسببها الشعور المستمر أو الحالة المزمنة من انعدام الثقة بالنفس.
  • نقص الإحساس بالأمان أو انعدامه: عندما يفقد الإنسان نعمة الأمان أو يَشعر بنقصها فإنَّه يبقى في قلقٍ دائمٍ ومستمر وانشغالٍ في انتظارِ الأحداثِ والمُشكلاتِ أو المصائب، ويتطوَّر هذا الشعور المُختلط بين القلق والاضطراب إلى حالةٍ من نقص الثقة بالنفس أو انعدامها.
  • اعتداءات الآخرين: إنّ وقوع المرء تحت سطوة العلاقات التسلُّطية أو اعتداء الآخرين يؤدّي إلى تولّد نظرةٍ ذاتيَّة سلبيّة تتسم بالدُّونية تجاه النفس وقلة احترامها، الأمر الذي ينتج عنه انعدام الثقة بالنفس.
  • الفشل: قد يؤدّي فشل الإنسان في تحقيق أحد أهدافه أو أموره الحياتيّة إلى وصوله إلى حالة انتفاء الثقة ونقص تقديره لذاته.
  • الانتقاد: إنّ النظر لانتقادات الآخرين بأنّها حُكم موجَّه للذات أو الشخصيَّة أمرٌ مُغاير للحالة الطبيعيّة التي تقوم عليها الحياة بتقبُّل النقد بتجرُّد وموضوعيّة وإيجابية، فالنقدُ البنّاء يعتمد على تقييم السّلوك والأفعال وليس الأشخاص والذوات، وإنّ استقبال النقد بحساسية مفرطة يؤدّي إلى انعدام ثقة الإنسان بنفسه.

فيديو دولة غير موجودة على الخريطة

هل سمعت من قبل عن دولة غير موجودة على الخريطة؟ إنها الثقة بالنفس! شاهد الفيديو لتتعرف عليها :

المراجع

  1. ↑ أرنولد كارول، قوة الثقة بالنفس، القاهرة: مكتبة الهلال للنشر والتوزيع، صفحة 5.
  2. ↑ شروق الجبوري (28-6-2011)، "الفشل وعدم الثقة بالنفس"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2017.
  3. ↑ "5 علامات تدل على عدم ثقتك بنفسك"، النجاح نت، 26-1-2016، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2017.
  4. ↑ أشرف أبو سالم، كيفية بناء الثقة بالنفس، المملكة العربية السعودية: معهد الإدارة العامة، صفحة 4.