ترسم الشخصية الدقيقة لِنفسها معايير عالية وشبه مستحيلة، ويعتقد بعض الناس أن الدقة أو الكمالية هي محفّز صحي، ولكن الواقع يشير إلى أن الدقة أو الكمالية يمكن أن تجعل الشخص تعيساً، كما يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، وحتى إيذاء الذات، كما تؤثّر على العلاقات الشخصية، أو الجانب الأكاديمي، أو المهني، وتتسم أعراض الشخصية الدقيقة بما يلي:[1]
يمكن تعريف الشخصية الوسواسية على أنها الشخصية التي تعاني من مجموعة من الأفكار أو التصوّرات المتكررة والتي تسبب القلق بِطريقة استحواذية أو قهرية، فيكون المصاب غير قادر على تحديد ومقاومة هذه الأفكار والتي غالباً ما تكون غريبة أو غير مقبولة، فهي ليست تحت سيطرته الإرادية، بحيث يحتاج المصاب إلى العلاج، وتتسم بعض مظاهر الشخصية الوسواسية بما يلي:[2]
يتم غالباً الخلط بين الشخصية الدقيقة والشخصية الوسواسية؛ فَغالباً يصنف الناس الشخص الذي يحب الدقة، والتفاصيل، والروتين على أنه "موسوس"، فكل شخص لديه عادات يمكن أن تعد غريبة بالنسبة إلى غيره، مثل: عدم لمس أبواب المراحيض العامة، أو ترتيب خزانة الملابس بِطريقة معينة، وكل ذلك لا يعني أن الفرد موسوس.[3]
من أهم الفروق بين الوسواس والدقة هو درجة المنطق المستخدمة في الموقف أو الحدث؛ فعلى سبيل المثال عندما تتسخ اليدين فإن الاستجابة العقلانية تتمثل بِغسلهما حتى تزول الأوساخ عنهما، أما الاستجابة غير العقلانية فتتمثل في غسل اليدين بشكل متكرر ولوقت طويل، وبهذا يمكن وصف الوسواس القهري بأنه شكل متطرف من الكمالية أو الدقة، ويمكن القول إن الكمالية هي اتباع الطرق للابتعاد عن ارتكاب الأخطاء، وهي تتحول إلى وسواس قهري عنما تسبب اضطرابات فعلية في حياة الشخص.[4]