أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

البسملة

يبتدئ المسلمون كلامهم وكثيرًا من أفعالهم وعباداتهم بعبارة بسم الله الرّحمن الرّحيم، فالمسلم وحينما يهمّ بفعل شيءٍ ويريد استجلاب بركة الله ومعيّته يقول هذه العبارة، وكذلك حينما يقرأ سور القرآن الكريم فإنّه يفتتحها بتلك الآية، والخطيب على المنابر يبتدئ بقولها استعانة بالله لتسديد قوله وإيصال رسالته للنّاس، وكذلك المقبل على الطّعام أو الشّراب فإنّه يسمّي الله تعالى حتّى لا يشاركه الشّيطان في طعامه وشرابه، وكذلك عندما يهمّ بدخول بيته أو المسجد أو مكانٍ هجره النّاس، وكذلك إذا أراد أن يكتب كتابًا أو يرسل بريدًا، فما هو معنى بسم الله الرّحمن الرّحيم ؟ ومن هو أوّل من ابتدأ كلامه بها؟

أول من كتب البسملة

وقد تكلّم العلماء المسلمون فيمن ابتدأ القول بالبسملة، فقيل إنّ خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه كان أوّل من كتب بالبسملة في مكّة، أمّا في تاريخ الأنبياء فقد كان سيّدنا سليمان عليه السّلام وهو أحد أنبياء بني إسرائيل أوّل من اتّخذ البسملة، وكتبها حينما أرسل كتابًا إلى بلقيس يدعوها إلى الإسلام وقومها، قال تعالى على لسان بلقيس: ( قالت يا أيّها الملأ إنّي ألقي إليّ كتابٌ كريم، إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم ).

وقد رُوي أنّ النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام كان يكتب (باسمك اللّهم) ثمّ كتب بسم الله بعد نزول الآية: (وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها )، ثمّ كتب بعد ذلك بسم الله الرّحمن الرّحيم.

المعنى اللغويّ

تتكوّن آية أو عبارة بسم الله الرّحمن الرّحيم من أربع كلمات، فالكلمة الأولى وهي باسم تعني إشارة إلى المسمّى وهو الله، والباء هي للاستعانه، أي الاستعانة بالله، وقد حُذف الفعل المراد التّسمية عنده، والأصل في الجملة قبل الحذف أن يقال أدرس باسم الله، أو باسم الله أدرس، أمّا الكلمة الثّانية وهي الله فهي اسم الله الأعظم، وهو مشتقّ من التّألّه أي التّعبّد واستحقاق العبادة ومنها إله، والكلمة الثّالثة وهي الرّحمن تعني ذا الرّحمة الواسعة، وهي صفة متعلّقة بذات الله سبحانه، أمّا الكلمة الرّابعة وهي الرّحيم فتتعلّق برحمة الله التي تصل عباده.

فضل البسملة

وقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام فضل بسم الله الرّحمن الرّحيم، ففي الحديث الشّريف قوله: (أي أمرٍ ذي بال لم يبدأ ببسم الله الرّحمن الرّحيم فهو أبتر )، ومعنى ذلك أنّ أيّ كلام أو قولٍ لا يبتدئ فيه المسلم بالبسملة فهو ناقص مقطوع يحتاج إلى إكمال وتمام، وأيّ تمام يكون كذكر الله تعالى والاستعانة به سبحانه.