رسالة النبيّ محمّد عليه الصلاة والسلام هي الرسالة الخالدة التي بها أتمّ الله عزَّ وجلّ الدين للناس، وارتضى لهُم الشريعة الخاتمة التي جمعت كلّ ما يحتاجه الإنسان في الدنيا والآخرة. وقد وصَل إلينا الدّين ونحن في هذا الزمان بعد مضي أكثر من ألف وأربعمئة عام من خلال النقل المتواتر الموثوق لمصادر التشريع الإسلاميّ؛ وهيَ القرآن الكريم، والسنّة النبويّة المطهّرة، وآثار السلف الصالح الذين أخذوا العلم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
من مصادر الشريعة الإسلاميّة كما ذكرنا السنّة النبويّة المطهّرة أو ما نعني بهِا أحياناً الحديث النبويّ الشريف، والحديث النبويّ هو كلّ ما وردنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خُلقيّة، أو خَلقيّة. وقد وصلَ إلينا الحديث النبويّ الشريف من خلال التواتر، ويتميّز النقل المتواتر بالدقّة المتناهيّة، وذلك لوجود رواة عدول أصحاب فهم وحفظ نقلوا الحديث كما هوَ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهؤلاء الرواة هُم طبقات في الحديث كمّا صنّفهم عُلماء الحديث وعلماء تراجم الرجال، منهم الصحابة الكرام الذين سمعوا الحديث من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن ثمّ التابعين الذين نقلوا الحديث عن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سماعاً منهم ثمّ تابعيهم إلى أن وصلَ الحديث إلى مُنتهاه في يومنا هذا.
لقد تفرّد العديد من العلماء بتصحيح الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخرجوا لنا الصحيح والحسن والضعيف، وبيّنوا للناس الأحاديث التي وضعت كذباً على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهي الأحاديث الموضوعة والتي ليس لها أصل إلى غير ذلك من درجات تصحيح الأحاديث.