-

أهم أعمال نجيب محفوظ الروائية والأدبية

أهم أعمال نجيب محفوظ الروائية والأدبية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نشأة نجيب محفوظ وحياته

هو نجيب محفوظ بن عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، وقد سمي باسم طبيبه نجيب باشا محفوظ، الذي أشرف على ولادته المتعسرة يوم 11 ديسمبر/ كانون الأول 1911م، ولد نجيب محفوظ في مصر بمدينة القاهرة في حي يُدعى حي الجمالية، والذي تتداخل فيه طبقات المجتمع المصري، فترى فيه البسطاء، والطبقة المتوسطة، والغنية، هذا ما جعل نجيب محفوظ ينغمس في تلك البيئة التي خلقت منه أديباً مبدعاً، كان محفوظ الأخ الأصغر في عائلته، فقد لعب فارق العمر بينه وبين أخوته دوراً حساساً في شعوره بالحرمان من الأخوة، وهذا ما انعكس جلياً في بعض رواياته لاحقاً، عندما جسَّد علاقات الأخوة ببعضهم البعض في أعماله الأدبية.[1][2]

بدأ نجيب محفوظ دراسته في الكُتَّاب، فتعلم القراءة والكتابة، وعند إنهاء دراسته الثانوية التحق بجامعة القاهرة في عام 1930م، والتي كانت تسمى سابقاً جامعة فؤاد الأول، ونال هناك ليسانس في تخصص الفلسفة، بعد ذلك بدأ دراسة الماجستير في موضوع الجمال في الفلسفة الإسلامية، إلا أنَّه توقف عن دراسته بسبب العمل، تقلد نجيب محفوظ عدداً من المناصب، فعمل في وزارة الأوقاف ما بين عام 1938م إلى عام 1945م، ثمَّ عمل مديراً للمؤسسة المصرية التي تسمى بمؤسسة القرض الحسن في عام 1954م، ثمَّ شغل منصب مدير مكتب وزير الإرشاد، ثمَّ عمل مديراً للرقابة على المصنفات الفنية، ثمَّ عيّن مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما فرئيساً لها، ثمَّ مستشاراً لوزير الثقافة لشؤون السينما، حتى أحيل إلى التقاعد عام 1971م.[1][3]

المسيرة الأدبية لنجيب محفوظ

كانت أول إطلالة أدبية لنجيب محفوظ عام 1936م، فكتب القصة القصيرة، وانصرف حينها للعمل الأدبي بعد التحاقه في الوظيفة العامة، فقد كانت رواياته الأولى كلها تتحدث عن التاريخ الفرعوني، ثمَّ بدأت مسيرته الروائية التي تجلَّت بها موهبته في الثلاثية الشهيرة، والتي كتبها عام 1952م ولم يستطع نشرها قبل عام 1956م وذلك بسبب ضخامة حجمها، استطاع نجيب محفوظ أن يستوحي من بيئته التي عاش فيها حياة الطبقة المتوسطة في رواياته، فنقل همومها وأحلامها، وصوَّر حياة الأسر المصرية وخوفها وقلقها من القضايا المصيرية، كما صور تشابك علاقاتها وامتدادها في المجتمع.[3]

شارك نجيب محفوظ في كتابة 25 فيلماً، سواء كان قد كتبهم بنفسه أم شارك آخرين في إعدادهم، كما حُوِلت كثير من أعماله الأدبية إلى مسلسلات وأفلام قد يقدر عددها 40 فيلماً ومسلسلاً، وعند صدور رواية أولاد حارتنا أثارت جدلاً واسعاً لدى الملتزمين في المجتمع، مما جعله يتعرض لمحاولة اغتيال عام 1995م على يد شابين طعناه في عنقه لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة، ورغم ذلك فيعد نجيب محفوظ أول أديب عربي نال جائزة نوبل للآداب عام 1988م، كما ترجمت أعماله الأدبية إلى أكثر من خمس وعشرين لغة عالمية، ونشرت رواياته في مختلف أنحاء العالم، وحاز على الكثير من الجوائز والتكريمات في حياته.[3]

أهم الأعمال الأدبية لنجيب محفوظ

خلال حياته، استطاع نجيب محفوظ] إنتاج العديد من الأعمال الأدبيّة الهامة، فكتب أكثر من ثلاثين رواية اشتهرت غالبيتها، كما تم إنتاجها سينمائياً وتلفزيونياً،[1]وفيما يلي سنسلّط الضوء على أبرز أعمال نجيب محفوظ الأدبية:[2]

  • الثلاثية: هي سلسلة روائيّة تتكوّن من ثلاث روايات: بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية، والتي كتبها عام 1952م لكنه تأخَّر في نشرها لعام 1956م- 1957م، فقد جسَّدت هذه الثلاثية المجتمع المصري بتحولاته وصراعاته الفكرية، والسياسية، والاقتصادية، كما جعل من الزمان والمكان عناصر مهمة بنى عليها ثلاثيته، وذلك عبر ملاحقة أسرة عبد الجواد جيلاً بعد جيل، نقل فيها تحولات مدينة القاهرة مكانياً وحضارياً وفق حركة الأجيال.
  • أولاد حارتنا: تعتبر رواية أولاد حارتنا من أكثر روايات نجيب محفوظ إثارة للجدل، إذ إنَّها لم تُنشر في كتاب بسبب ما لاقته من اعتراض الكثيرين، فَنُشرت حينها في جريدة الأهرام بشكل حلقات متسلسلة فقط، وبعدها بعدة سنوات نشرت الرواية مرة أُخرى عند دار الآداب في بيروت، فقد عبَّرت رواية أولاد حارتنا عن علاقة الأرض والسماء ومصير الكائن الإنساني في رحلة حياته عبر شخصيات أبطال الرواية، فأراد نجيب محفوظ آنذاك أن يدخل إلى العالم الذهني بالرموز بعد انقطاع طويل عن الكتابة.
  • اللص والكلاب: تمثل رواية اللص والكلاب مرحلة جديدة في أدب نجيب محفوظ، والتي تسمى بمرحلة التقية الأدبية والنفسية، فقد ركزت الرواية على أزمة البطل الذي يريد أن يواجه المجتمع بأكمله وحيداً ليحقق العدالة، فكانت الرواية أقرب ما يكون من الرواية السيكولوجية بدلاً من الرواية التي تركز على الأجيال والمكان.
  • زقاق المدق: انتقل نجيب محفوظ في هذه الرواية إلى عالم الواقعية والمكانية، فرغم وضوح معالم الشخصيات في القصة، إلا أنَّ المكان كان هو البطل، فتحول من زقاق ضيق إلى عالم يضج بالحركة والحياة يؤثر على محيطه، فأصبح مثالاً لصراع المجتمع وتحولاته أثناء الاحتلال الإنجليزي.
  • ملحمة الحرافيش: تعتبر رواية الحرافيش من الروايات التي صُبغت بالطابع الوجودي والفلسفي، كما تحدثت عن فلسفة الحكم وتعاقب الحكام ودور الشعوب، كل ذلك في طابع اجتماعي يحكي قصة تواتر الأجيال وضياع الأصول واندساس العروق فيها، والجدير بالذكر أنَّ رواية الحرافيش قد جسدت في كثير من الأفلام والمسلسلات المصرية.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "نجيب محفوظ"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د. محمد عبيد االله ، "نجيب محفوظ: الرواية ..شعر الدنيا الحديثة "، www.philadelphia.edu.jo، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "نجيب محفوظ- السيرة الذاتية"، www.kataranovels.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "ملحمة الحرافيش- وصف الكتاب"، www.kutub-pdf.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2018. بتصرّف.