دعا نبي الله لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عمّا يقومون به من الفواحش، فلم يؤمنوا ولم يستجيبوا بل زادوا في فاحشتهم وحاولوا إخراج لوط عليه السلام من قريتهم، فأمر الله ملائكته بإيقاع العذاب بهم بما كانوا يفعلون فلا راد لإمره عز وجل، فأُخرج لوط عليه السلام ومن معه وقيل لم يخرج معه أي رجل، وعند شروق الشمس كان عذاب الله فاقتلع جبريل عليه السلام قراهم ورفعها إلى عنان السماء ثمّ قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، وأمطر الله عليهم حجارة من سجّيل وهي حجارة صُلبة وقوية مكتوب على كل حجر اسم من ستهبط عليه فلم يبق منهم أحداً وأصبح مكان سكناهم بحيرة مالحة ليس بها نفع وذلك عبرة وآية لقدرة الله،[1] قال تعالى: (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ).[2]
كان لوط معاصراً للخليل إبراهيم عليهما السلام، وقد ذكر الله تعالى قصته في القرآن بتركيز على سعي النبي لوط في منعهم من ارتكاب الفواحش التي كانوا يرتكبونها فلم يسبقهم أحداً إليها، ومن وأبرز أفعالهم:[3]
تُشير المعلومات إلى أنّ مكان إقامة قوم لوط في منطقة تُسمّى سدوم، وتدلّ الدراسات الأثرية أنّها تقع في منطقة البحر الميت والذي يمتد على طول الحدود الأردنية الفلسطينية، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المنطقة قد تعرّضت إلى هزّة أرضيّة عنيفة ويتبيّن من بُحيرة لوط التي وقع فيها العذاب تُشير دلالاتها إلى وقوع كارثة كهذه، فبُحيرة لوط أو ما يُسمّى بالبحر الميت يقع في منطقة زلزالية وصدع تكتوني، كما يوجد في المنطقة فوهات بركانية على الضفة الغربية من البُحيرة، وطبقات من البازلت الناتج عن الحمم، ومن الأمور المثيرة في المنطقة أنّها أخفض منطقة على سطح الأرض فهي تنخفض أربعمئة متر عن مستوى سطح البحر ومع عُمق البحيرة تصل إلى ثمانمئة، وكشفت صور الأقمار الصناعية وجود ست نقاط في عمق البحيرة يُعتقد أنّها قُرى قوم لوط، كما يظهر أشجار وأغصان قديمة حفظها ملح البحر الذي بلغت كثافته أنّ قتل كل أشكال الحياة فيه، بعد أن كانت سديم من أكثر المناطق خُضرة وجمالاً.[4]