ما هو داء الثعلبة

داء الثعلبة
يُمكن تعريف داء الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia areata) بأنّه أحد الأمراض المناعيّة، والتي يهاجم فيها الجهاز المناعي بُصيلات الشعر، الأمر الذي يؤدّي إلى تساقطه، سواءً كان ذلك في فروة الرأس أو في أي مكان آخر في الجسم، وفي الحقيقة هُناك عِدّة أنواع لمرض الثعلبة، فمنها ما يُصيب فروة الرأس، ومنها ما يتسبّب بتساقط الشعر بشكلٍ كامل في جميع أنحاء الجسم، وهُنا تجدر الإشارة إلى أنّ تساقط الشعر ونموّه مرّة أخرى في الأماكن المصابة، تختلف من شخص إلى آخر،[1] وفي بعض الحالات قد يستغرق الشعر عدّة سنوات لينمو مرّة أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض الثعلبة هو مرض غير مُعدٍ ولا ينتقل من شخص لآخر، كما نجد أنّ نسبة الأشخاص الذين يُصابون بالثعلبة، والتي تؤدّي إلى تساقط جميع شعر الجسم، لا تزيد عن 5% من عدد الأشخاص المُصابين بالثعلبة.[2]
أسباب داء الثعلبة
في الحقيقة إنّ السبب الدقيق لمهاجمة الجهاز المناعي في الجسم لبصيلات الشعر غير معروف، ولكن يُمكن تفسير الإصابة بالثعلبة بوجود عدّة أسباب، أهمّها ما يأتي:[3]
- أسباب جينيّة وراثيّة؛ حيث وُجد أنّ شخصاً واحداً من بين خمسة أشخاص مصابين بداء الثعلبة يوجد بين أقاربه مريض بداء الثعلبة، وعليه فإنّ احتمالية الإصابة بالثعلبة تكون أعلى في حال إصابة أحد أفراد العائلة المقربين بالثعلبة.
- التاريخ العائلي أو الشخصي للإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة؛ مثل التهاب الدرق (بالإنجليزية: Thyroiditis)، ومرض البُهاق (بالإنجليزية: Vitiligo).
- التوتّر الشديد؛ قد يحفز التوتر الشديد الإصابة بمرض الثعلبة، ولكن يُعدّ العامل الجيني هو المُرجّح للإصابة بالثعلبة.
سمات داء الثعلبة
من سمات داء الثعلبة نذكر ما يلي:[4]
- ظهور الأعراض الشديدة في بعض الحالات؛ مثل الإصابة بداء الثعلبة في سن مُبكّرة، أو تزامن الإصابة بداء الثعلبة المعاناة من الإكزيما التأتبية (بالإنجليزية: Atopic eczema)، أو عند وجود اضطراب صبغي (بالإنجليزية: Chromosome abnormality).
- الشعور بعدم الراحة في المنطقة المصابة من فروة الرأس، بحيث يشعر المصاب بالحرق أو الوخز في تلك المنطقة.
- اكتشاف بقع الصلع صدفة، فمعظم المرضى لا تظهر عليهم أعراض الإصابة بالثعلبة.
- انتشار بقع الثعلبة في فروة الرأس، أو الحاجبين، أو الرموش، أو اللّحى، أو في جميع أنحاء الجسم.
- الإصابة بمشاكل الأظافر؛ إذ يعاني 10-50% من الأشخاص المصابين بالثعلبة من أمراض الأظافر، بما فيها الإصابة بتقعر الأظفار (بالإنجليزية: Koilonychia)، أو تخدّد الأظافر (بالإنجليزية: Trachyonychia)، أو خط بو (بالإنجليزية: Beau's line)، أو انفكاك الظفر (بالإنجليزية: Onycholysis)، أو الإصابة بهليل الظفر (بالإنجليزية: Lunula Unguis).
تشخيص الإصابة بداء الثعلبة
هناك بعض الاختبارات الإضافيّة التي من المُمكن إجراؤها لتشخيص الإصابة بالثعلبة، على الرغم من أنّ الثعلبة يتم تشخيصها سريرياً، ومن هذه الفحوصات ما يلي:[4]
- تنظير الشعر (بالإنجليزية: Trichoscopy)؛ حيث يتم استخدام منظار الجلد لفحص الشعر وفروة الرأس.
- التشريح المرضي النسيجي (بالإنجليزية: Histopathology)؛ وذلك عن طريق أخذ خزعة من الجلد.
علاج داء الثعلبة
العلاج الدوائي
من الجدير بالذكر أنّ مرض الثعلبة لا يُمكن الشفاء منه بشكلٍ تام، ولكن يُمكن علاجه باستخدام بعض الأدوية، ومن هذه الأدوية ما يلي:[5]
- الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids)؛ فمن المُمكن استخدام هذا النوع من الأدوية، فهي مُضادّة للالتهاب في حالات أمراض المناعة الذاتيّة، إذ تستخدم عن طريق حقنها في المنطقة المصابة بما فيها فروة الرأس، أو عن طريق تناول الحبوب، أو بدَلك المراهم والكريمات بشكلٍ موضعي على الجلد.
- مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil)؛ يستخدم هذا الدواء في علاج مرض الصلع الوراثي، ليبدأ الشعر بالنمو مرّة أخرى بعد مرور حوالي 12 أسبوعاً من استخدام الدواء، كما أنّ دواء المينوكسيديل يُمكن استخدامه على فروة الرأس.
- استعمال بعض الأدوية التي تُستخدم في علاج أمراض المناعة الذاتيّة الأخرى.
- العلاج المناعي الموضعي (بالإنجليزية: Topical immunotherapy)؛ حيث يتم تطبيق مواد كيماويّة على فروة الرأس، لتحفيز حدوث تفاعلات الحساسيّة في الجسم، وفي حالة استجابة الجسم، يبدأ الشعر بالنموّ مرّة أخرى، وفي الحقيقة يُمكن اتّباع هذه الطريقة العلاجيّة إذا كان تساقط الشعر شديداً أو متكرراً، ومن الآثار الجانبية لهذه الطريقة الإصابة بالطفح الجلدي الذي يسبب الحكة،[5] ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ دواء دايفن سيبرون (بالإنجليزية: Diphencyprone)؛ الذي يحفز تفاعلات الحساسية، فتهاجم كُريات الدم البيضاء الالتهاب، الأمر الذي يؤدّي إلى تحفيز بُصيلات الشعر، مما يحافظ على بقاء بصيلات الشعر نشطة، وفي الحقيقة يتم استخدام هذا الدواء لمُدّة لا تقل عن ثلاثة أشهر حتى يبدأ الشعر بالنمو مرّة أخرى.[6]
- أنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin)؛ يستخدم هذا الدواء عن طريق تطبيقه بشكلٍ موضعي على الجلد، وتركه لمُدّة لا تزيد عن 20-60 دقيقة، وبعد ذلك يتم غسل المنطقة لتجنُّب تهيُّج الجلد، حيث يعمل هذا الدواء على تغيير الوظيفة المناعية للجلد.[6]
علاجات أخرى
من المُمكن اتباع بعض الطرق الأخرى لعلاج الثعلبة، ومن هذه الطرق نذكر ما يأتي:[5]
- استعمال الشعر المُستعار، أو القبعات، أو أغطية الرأس، وذلك بهدف حماية الرأس من أشعة الشمس.
- التقليل من التوتّر، إذ إنّ التوتر قد يحفز الثعلبة.
- الحصول على الدعم النفسي، وذلك لتجنّب الإصابة بالكآبة والقلق، فعلى المريض دائماً تذكر أنّ هذا الشعر المُتساقط، سيعود لينمو مرّة أخرى.
- استخدام واقيات الشمس على مناطق الجسم المُعرّضة لأشعة الشمس.[3]
- استعمال المراهم التي توضع داخل الأنف، وذلك بهدف المُحافظة على ترطيب الأنف، ومنع دخول الغبار والكائنات الغريبة، والتي عادةً ما تعلق بالشعر الذي ينمو داخل الأنف.[3]
- ارتداء النظارات الشمسيّة التي تغطي العينين بشكلٍ كامل، لحمايتها من أشعة الشمس والغبار، والتي غالباً ما تلتقطها الرموش والحاجبين.[3]
المراجع
- ↑ Autumn Rivers,Jacquelyn Cafasso (8-1-2016), "Alopecia Areata"، www.healthline.com, Retrieved 12-5-2018. Edited.
- ↑ "Alopecia areata", www.aad.org, Retrieved 12-5-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث James McIntosh (22-12-2017), "What's to know about alopecia areata?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-5-2018. Edited.
- ^ أ ب Amanda Oakley (1-12-2015), "Alopecia areata"، www.dermnetnz.org, Retrieved 12-5-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Debra Jaliman (8-9-2016), "What Is Alopecia Areata?"، www.webmd.com, Retrieved 12-5-2018. Edited.
- ^ أ ب "Alopecia areata", www.aad.org, Retrieved 12-5-2018. Edited.