ما هو التوحد وما هي أعراضه
التوحديُعتبر مرض التوحد أحد اضطرابات النمو العصبيّ، ويتمثّل بصعوبات في الاتصال، واضطرابات إدراكية واجتماعية، إضافة إلى تكرار بعض السلوكيات، وتختلف شدّة المرض

التوحد
يُعتبر مرض التوحد أحد اضطرابات النمو العصبيّ، ويتمثّل بصعوبات في الاتصال، واضطرابات إدراكية واجتماعية، إضافة إلى تكرار بعض السلوكيات، وتختلف شدّة المرض بين المصابين، ومن الجدير بالذكر أنّ التوحد قد يُصيب الفئات العمرية المختلفة، إلّا أنّه غالباً ما يظهر لدى الأطفال بعد عام أو عامين من عمرهم، واستناداً إلى الدراسات المجراة فإنّ الذكور أكثر عُرضة للإصابة به مقارنة بالإناث، وذلك بما مقداره أربعة أضعاف.[1]
أعراض التوحد
على الرغم من اختلاف الأعراض التي قد تظهر على المصابين، إلا أنّ هناك مجموعة من الأعراض المشتركة، وفيما يلي بيان ذلك.[2][3]
أعراض التواصل اللفظي وغير اللفظي
ويتمثّل هذا النوع من الأعراض فيما يلي:[2][3]
- التأخر في التحدث وتعلّمه، أو عدم القدرة على التحدث مقارنة مع الأشخاص من العمر نفسه، حيث تُقدّر نسبة الأشخاص المصابين بالتوحد وغير القادرين على التحدث بحوالي 40%.
- صعوبة البدء بمحادثة، كما أنّ هؤلاء الأشخاص يواجهون صعوبات في مواصلة الحديث مع الآخرين بعد بدئه.
- مواجهة صعوبات في فهم وجهة نظر الآخر، وقد يُعاني البعض من عدم القدرة على فهم المعنى الضمنيّ للكلام الموجّه إليهم.
- استخدام اللغة بشكل متكرر؛ إذ إنّ هؤلاء المرضى يكرّرون الأصوات، والكلمات، والعبارات ذاتها بشكل مستمرّ.
- محدودية القدرات السمعية للطفل، حيث يشك الآباء بأنّ ابنهم لا يسمع، إلّا أنّه وفي أوقات أخرى فقد يتضح بأنّهم يسمعون الضجيج الموجود على مسافات بعيدة والتي من أبرزها صوت صافرة القطار.
مشاكل في التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية
تتجسد تلك المشاكل على هيئة مجموعة من السلوكات ومن أبرزها:[2][3]
- عدم المبادرة ببدأ الحديث مع الآخرين.
- المعاناة من مشاكل في مهارات التواصل كحركات الجسم، وتعابير الوجه، ونظرات العيون.
- الانعزال الاجتماعي، بحيث يظهر بأنّ هؤلاء الأطفال يعيشون في عالم خاص بهم.
- عدم الاهتمام بمشاركة الآخرين إنجازاتهم، أو اهتماماتهم، أو الاستمتاع معهم.
- عدم الاهتمام بإقامة صداقات مع الآخرين.
- الافتقاد لشعور التعاطف مع الآخرين، وفهم مشاعرهم بما في ذلك الحزن، والألم، والسعادة.
- اتصاف العديد منهم بالسلوك الوسواسي أو السلوك المعادي للمجتمع.[4]
محدودية الاهتمام بالأنشطة أو اللعب
تظهر تلك المحدودية لدى مرضى التوحد على النحو الآتي:[2][3]
- التركيز في الألعاب بشكل غير طبيعي، بدلاً من اللعب فيها.
- الرغبة في التأمل والروتين.
علامات التوحد
يوجد العديد من العلامات التي يمكن للطبيب من خلالها الاستدلال على الإصابة بمرض التوحد، ومن أبرز تلك العلامات:[1][5]
- عدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه.
- إظهار القليل من الوعي تجاه خطورة الأشياء.
- تجنّب لغة العيون أو التواصل عن طريق العيون.
- تقديم إجابات ليس لها علاقة بالأسئلة الموجهة له.
- عدم امتلاك اهتمامات حصرية تجاه موضوع معين.
- امتلاك ردود فعل غير عادية تجاه أصوات الأشياء، أو طعمها، أو رائحتها، أو شعورها.
- الافتقاد للمهارات الاجتماعية.
- محاولة تجنبهم لحدوث أيّ اتصال جسدي مع الآخرين.
- الرغبة بالبقاء وحيداً بعيداً عن الآخرين.
- عكس الضمائر عند الحديث (على سبيل المثال: يقوم "أنت" بدلا من "أنا").
- تكرار الكلمات أو العبارات مراراً وتكراراً.
- حدوث رفرفة في اليدين لديهم، كما أنّ أجسادهم قد تكون متحجرة أو تدور في دوائر.
علاج التوحد
في الحقيقة لا يوجد علاج لمرض التوحد، ويجدر الابتعاد عن كل البرامج التي تدّعي علاج التوحد وشفاءه، ولكن هناك بعض الوسائل العلاجية التي يمكن اتباعها للسيطرة على التصرفات والأعراض التي تظهر على المصابين بالتوحد، ومن ذلك ما يلي:[6]
- اختيار نهج مناسب للتعامل مع الطفل: ويكون ذلك باتباع برنامج إيجابيّ يركّز على نقاط القوة لدى الطفل وذلك باعتباره أفضل وسيلة لبناء الثقة والدافع لدى الأشخاص الذين يعانون من التوحد.[6]
- تعاون مقدّمي الرعاية: يجب على مقدّمي الرعاية الصحية سواء كانوا آباء المصابين أو غيرهم فهم تصرفات المصابين على أنّها وسيلتهم للتعبير عن مشاعرهم أو رغباتهم، وبفهم الأسباب لهذه التصرفات يسهل تطوير وتطبيق الحلول والاستراتيجيات الواجب اتباعها لتخفيف الأعراض التي يعاني منها المصاب، فمثلاً يمكن مساعدة الطفل على الالتزام بممارسة الرياضة البدنية، وأنشطة التنفس والاسترخاء للسيطرة على التوتر والقلق في حال معاناته منه.[7]
- الحرص على دعم السلوك الإيجابيّ: ويتمّ ذلك بإخضاع المصابين لورشات عمل تُحفّز السلوكيات الإيجابية وتُنمّي نقاط القوة الفريدة الموجودة لديهم.[8]
- تقديم الدعم المرئيّ: إنّ هذا النوع من العلاج فعالٌ في السيطرة على التوحد، ويتميز الدعم المرئيّ بقدرته على إيصال المعلومات بسهولة أكبر وخاصة إذا كان المصاب يُعاني من مشاكل التواصل اللفظي وغير اللفظيّ، كما يُمكّنهم من إنشاء الصور ليسهل عليهم توظيفها في كلمات، وهذا بحدّ ذاته يطور مهارات الاتصال واللغة الخاصة بهم.[9]
- إنشاء روتين طبيعيّ:، حيث إنّ ذلك يساعد على تشكيل حالة من الاستقرار والنظام لديهم، وبما أنّ الأطفال اللمصابين بالتوحد يميلون للروتين، يمكن اتباع هذا النهج لتعويدهم على الأماكن والأوقات الصاخبة والمليئة بالناس إضافة إلى تعليمهم الاتزان في التعامل مع الأمور.[10]
- استخدام أسلوب القصص الاجتماعية: حيث يقوم هذا الأسلوب بتقديم وصف قصير لحالات الحياة الحقيقية والتي تساعد الأطفال الذين يعانون من التوحد على فهم الأحداث والحالات، وتفسير الظروف المحيطة بهم، وتفسير السلوكيات التي يقوم بها الأشخاص من حولهم، وهذا بدوره يعزز مهارات الإدراك والتواصل لديهم.[11]
- استخدام الألعاب وممارسة الأنشطة البدنية: لما لذلك من دورٍ مهمٍ في مساعدة الأطفال على التواصل ومعالجة بعض سلوكياتهم.[12]
- الاستعانة بالأشقاء: ذلك أنّ الأشقاء لهم دور في مساعدة مرضى التوحد على السيطرة على الأعراض التي يُعانون منها، وذلك لما لقرب العلاقة بين مريض التوحد وأشقائه، وللدعم الذي يقدمونه من دورٍ في تحقيق التعاطف والتفاهم معهم.[13]
- اتباع نظام غذائي مناسب: واستخدام المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن بحسب ما يراه الطبيب مناسباً.[14]
المراجع
- ^ أ ب "Signs of Autism", www.nationalautismassociation.org, Retrieved 16-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Autism - Symptoms", www.webmd.com, Retrieved 23-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث Diana Rodriguez (1-10-2014), "Recognizing the Symptoms of Autism"، www.everydayhealth.com, Retrieved 23-2-2018. Edited.
- ↑ "Autism Overview", www.healthline.com, Retrieved 16-2-2018. Edited.
- ↑ "Learn the signs of autism", www.autismspeaks.org, Retrieved 16-2-2018. Edited.
- ^ أ ب "Choosing An Approach"، www.autismspectrum.org.au، Retrieved 14-3-2018. Edited.
- ↑ "parents and carers", www.autismspectrum.org.au, Retrieved 14-3-2018. Edited.
- ↑ "Positive Behaviour Support", www.autismspectrum.org.au, Retrieved 14-3-2018. Edited.
- ↑ "Visual Supports", www.autismspectrum.org.au, Retrieved 14-3-2018.
- ↑ "establishing routines", www.autismspectrum.org.au, Retrieved 14-3-2018. Edited.
- ↑ "social stories", www.autismspectrum.org.au, Retrieved 14-3-2018. Edited.
- ↑ "using play", www.autismspectrum.org.au, Retrieved 14-3-2018. Edited.
- ↑ "how siblings can help", www.autismspectrum.org.au, Retrieved 14-3-2018. Edited.
- ↑ "Whole body approach", www.autismcanada.org, Retrieved 14-3-2018. Edited.
المقال السابق: من هم الروم
المقال التالي: ما هو أصل كذبة نيسان
ما هو التوحد وما هي أعراضه: رأيكم يهمنا

0.0 / 5
0 تقييم