ما هو سكري الحمل

سكري الحمل
يُعرّف سكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational Diabetes) على أنّه ارتفاع السكر في الدم عن الحد الطبيعيّ خلال الحمل بسبب عدم قدرة الجسم على تصنيع هرمون الإنسولين بكمياتٍ كافيةٍ توازي حاجة الجسم الزائدة للإنسولين في هذه المرحلة، وغالباً ما يتم تشخيصه في الفترة الممتدة ما بين الأسبوع الرابع والعشرين والأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، وغالباً ما يختفي بعد الولادة، ويؤثر سكري الحمل في صحة الحامل والجنين خلال الحمل وبعد الولادة، إلا أنّ تشخيصه بشكل صحيح ومعالجته بشكل مناسب يحدّ من هذه الآثار والمخاطر.[1][2]
أسباب سكري الحمل
تكمن أهمية هرمون الإنسولين بسحب الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم لتستفيد منه كمصدر للطاقة، وما يحدث في الحمل هو أنّ المشيمة (بالإنجليزية: Placenta) التي تربط الجنين بالتغذية الدموية لأمّه تعمل على إفراز هرمونات تُعاكس عمل الإنسولين، وعليه ترتفع نسبة سكر الجلوكوز في الدم وخاصة بعد تناول الوجبات، إلا أنّ ارتفاع نسبة السكر بشكلٍ يؤثر في صحة الجنين يُسمّى سكري الحمل، وفي الحقيقة هناك بعض العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بسكري الحمل، ومنها ما يأتي:[3][2]
- السُّمنة، ويُعبّر عنها بتجاوز مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) الثلاثين.
- إنجاب طفل في أحد الأحمال السابقة يزن 4.5 كغ فأكثر.
- الإصابة بسكري الحمل في أحد الأحمال السابقة.
- التاريخ العائليّ؛ بأن يكون أحد الأبوين أو الإخوة مصاباً بالسكري من النوع الثاني.
- العمر؛ إذ ترتفع احتمالية الإصابة بسكري الحمل إذا كان عمر المرأة 25 عاماً فأكثر.
- ارتفاع مستوى السكر في الدم قبل الحمل بشكلٍ يُمثل مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري.
- ولادة جنين ميت (بالإنجليزية: Stillbirth) في أحد الأحمال السابقة دون تفسير مفهوم.
- العِرق؛ حيث ترتفع احتمالية الإصابة بسكري الحمل في غير البيض.
مضاعفات سكري الحمل
في الوضع الطبيعيّ يكون الجنين سليماً ولا يُعاني من أية مشاكل صحية، ولكن في الحالات التي لا يتم فيها علاج سكري الحمل بشكل صحيح والسيطرة على مستوى السكر في الدم؛ فإنّ هناك بعض المضاعفات التي قد تترتب على الجنين وأمه، وفيما يأتي بيان ذلك:[3][4][2]
- مضاعفات على مستوى الجنين: قد ترتفع احتمالية معاناة الجنين من إحدى المضاعفات التالية:
- مضاعفات على مستوى الأم: من المضاعفات التي قد تترتب على سكري الحمل وتُصيب الأم ما يلي:
- زيادة وزن الجنين وحجمه: وذلك بسبب إفراز الجنين كميات كبيرة من الإنسولين كردّ فعلٍ لارتفاع مستوى السكر في دمه والواصل إليه من أمه عبر المشيمة، ويترتب على ذلك ولادة جنين حجمه أكبر من الحجم الطبيعيّ، وقد يتسبب هذا الأمر بحدوث إصابات وجروح أثناء الولادة الطبيعية أو يتطلب ولادة قيصريّة.
- ولادة الطفل المبكّرة: قد يتسبب سكري الحمل بولادة الطفل المبكرة، وتُعرّف الولادة المبكرة على أنّها ولادة الطفل قبل إتمامه الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل؛ ولعلّ هذا يمكن تفسيره بسبب حدوث ما يُعرف بالاستسقاء السلوي (بالإنجليزية: Polyhydramnios) الذي يزيد فيه السائل الأمنيوتي أو الأمينوسي (بالإنجليزية: Amniotic fluid) في الرحم حول الجنين، وقد تترتب على هذا الأمر معاناة الطفل من متلازمة الضائقة التنفسية (بالإنجليزية: Infant respiratory distress syndrome)، وتجدر الإشارة إلى أنّ سكري الحمل قد يتسبب بحدوث هذه المتلازمة حتى لو تتم الولادة بشكل مبكر، ويُعبّر عن هذه المتلازمة بصعوبة التنفس والحاجة للتنفس الاصطناعي إلى حين اكتمال نمو الرئة في الجنين.
- انخفاض السكر في الدم: وذلك بسبب زيادة إفراز الجنين للإنسولين نتيجة لانتقال السكر من الأم إليه، ولكن بإرضاع الطفل رضاعة مناسبة يعود الإنسولين لوضعه الطبيعيّ، وقد يتطلب الأمر إعطاء محلول الجلوكوز في بعض الأحيان، وذلك لأنّ الحالات الشديدة لانخفاض السكر قد تتسبب بمعاناة الرضيع من نوبات الصرع (بالإنجليزية: Seizures).
- الإصابة بالسكري: قد تترتب على سكري الحمل زيادة احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من السكري (بالإنجليزية: Type 2 Diabetes) في المراحل المتقدمة من العمر، وكذلك احتمالية المعاناة من السمنة.
- ارتفاع ضغط الدم: إنّ ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: High Blood Pressure) قد يتطور إلى مرحلة ما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia)؛ وتُعرّف هذه الحالة على أنّها ارتفاع ضغط الدم وظهور البروتين في البول وغالباً ما يحدث هذا الأمر بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وتُصيب حالة ما قبل تسمم الحمل ما يُقارب 5-8% من النساء الحوامل عامةً.
- الإصابة بالسكري في المستقبل: إنّ معاناة المرأة من سكري الحمل قد تتسبب بارتفاع احتمالية إصابتها بالسكري من النوع الثاني في المستقبل، ولكن من الأخبار الجيدة أنّ اتباع نمط حياة صحيّ بتناول الطعام المفيد وممارسة التمارين الرياضية يقلل هذه الاحتمالية بشكل ملحوظ؛ فقد وُجد أنّ النساء اللاتي حققن أوزاناً مثاليةً بعد الولادة قلت احتمالية إصابتهن بالسكري في مقتبل العمر بما يقل عن 25%.
أعراض سكري الحمل
في الحقيقة لا تظهر أية أعراض أو علامات على الحوامل المصابات بسكري الحمل غالباً، ومن الجدير بالذكر أنّ أغلب الأعراض والعلامات التي قد تظهر عند الإصابة بسكري الحمل تتشابه مع أعراض وعلامات الحمل ذاته، ولذلك عادةً ما يتم تشخيص سكري الحمل بالاعتماد على نتائج فحص الدم التي تقيس نسبة السكر في الدم خلال الفحص الروتينيّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ ارتفاع السكر الشديد قد يتسبب ببعض الأعراض، ومنها ما يلي:[2]
- زيادة الشعور بالعطش.
- زيادة الحاجة للتبوّل.
- جفاف الفم.
- التعب والإعياء العام.
المراجع
- ↑ "Definition & Facts of Gestational Diabetes", www.niddk.nih.gov, Retrieved January 12, 2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Gestational diabetes", www.nhs.uk, Retrieved January 12, 2018. Edited.
- ^ أ ب "Gestational diabetes", www.mayoclinic.org, Retrieved January 12, 2018. Edited.
- ↑ "Preeclampsia", www.americanpregnancy.org, Retrieved January 12, 2018. Edited.