ما هو سبب الاسهال

ما هو سبب الاسهال

الإسهال

يمكن تعريف الإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea) على أنّه زيادة عدد مرّات الإخراج خلال اليوم، إذ يظهر البراز عند خروجه بشكلٍ رخو ومائي، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإسهال هو أحد المشاكل الصحية الشائعة، حيث نجد أنّ ما يُقارب اثنين بليون حالة تُصاب بالإسهال كل عام، كما أنّه يودي بحياة ما يُقارب 1.9 مليون طفل سنويّاً تحت عُمر الخمس سنوات، ويحدث ذلك غالباً في الدول النامية، وفي الحقيقة تختلف الحالات في شدّتها ونوع المسبّب الذي أدّى للإصابة بالإسهال من شخص لآخر، فقد يعاني المصاب من الإسهال الحادّ، والذي يستمر لفترة لا تتجاوز يوم أو يومين، أو من الإسهال المزمن الذي يستمر لمدة أربعة أسابيع على الأقل، بالإضافة إلى أنّ الإسهال المزمن ينجم عن الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي المختلفة.[1][2]

أسباب الإسهال

في الحقيقة، هناك عدد من الأمراض والعوامل التي قد تسبّب الإصابة بالإسهال، يمكن أن نذكر منها ما يأتي:[3]

  • الإصابة بالفيروسات: قد تؤدّي الإصابة ببعض الفيروسات إلى حدوث الإسهال، ومن هذه الفيروسات ما يأتي:
  • الإصابة بالبكتيريا والطفيليات: قد يُسفر عن تناول الأطعمة والمشروبات الملوّثة انتقال بعض أنواع من البكتيريا إلى جسم الإنسان والإصابة بالإسهال، بما في ذلك بكتيريا العطيفة أو المنثنية (بالإنجليزية: Campylobacter)، والسلمونيلا (بالإنجليزية: Salmonella)، والشيغيلا (بالإنجليزية: Shigella)، والإشريكية القولونية (بالإنجليزية: Escherichia coli)، أو الطفيليّات مثل؛ جياردية معوية (بالإنجليزية: Giardia lamblia)، وكريبتوسبوريديوم (بالإنجليزية: Cryptosporidium)، كما أنّ السفر إلى بعض الدول النامية قد يسبَّب حدوث الإسهال النّاجم عن البكتيريا والطفيليات، ويُمكن أن يُطلق عليه اسم إسهال المسافر (بالإنجليزية: Traveler's diarrhea).
  • تناول بعض الأدوية: ومن الأمثلة عليها؛ أدوية علاج مرض السرطان، ومُضادّات الحموضة التي تحتوي على المغنيسيوم، والمُضادّات الحيويّة؛ حيث تعمل المُضادّات الحيوية على تدمير البكتيريا الضارّة بالإضافة إلى البكتيريا النافعة في الأمعاء، ممّا يؤدّي إلى إحداث خلل في توازن هذه البكتيريا، والإصابة بالإسهال.
  • عدم تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose intolerance): تجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في هضم اللاكتوز، يُعانون من الإسهال بعد تناول الحليب أو أيٍّ من مُشتقات الألبان التي تحتوي على هذا النوع من السّكريات، ومن الجدير بالذكر أنّ الإنزيم المسؤول عن هضم اللاكتوز يتناقص بشكلٍ سريع عند معظم الأفراد بعد مرحلة الطفولة، وبالتالي تزداد احتمالية الإصابة بمشكلة عدم تحمّل اللاكتوز غالباً مع التقدم في العمر.
  • تناول الفركتوز (بالإنجليزية: Fructose): يعاني بعض الأفراد من صعوبة في هضم سكّر الفركتوز، وهو السّكر الذي يوجد بشكلٍ طبيعي في الفواكه، والعسل، كما يتم إضافته أيضاً كنوع من المحليّات إلى الأطعمة، الأمر الذي يؤدّي إلى إصابتهم بالإسهال عند تناول هذه الأطعمة.
  • المُحليات الصناعيّة: ومن الأمثلة عليها سوربيتول (بالإنجليزية: Sorbitol)، ومانيتول (بالإنجليزية: Mannitol)؛ وهي التي توجد كمُحلٍّ صناعي في العلكة وفي بعض الأنواع من الأطعمة الخالية من السكر، والتي قد تُسبّب الإسهال عند البعض بعد تناولها.
  • العمليات الجراحيّة: قد يعاني بعض الأشخاص من الإسهال بعد الخضوع لعمليات جراحيّة في البطن، أو جراحة استئصال المرارة.
  • الإصابة بالمشاكل والأمراض الهضميّة: وهي الأمراض التي من الممكن أن تُسبّب حدوث الإسهال المزمن، ومنها ما يأتي:
  • فيروس نورواك (بالإنجليزية: Norwalk virus).
  • الفيروس المضخم للخلايا (بالإنجليزية: Cytomegalovirus).
  • فيروس التهاب الكبد الوبائي.
  • الفيروس العجلي (بالإنجليزية: Rotavirus)؛ وهو أكثر أنواع مُسبّبات الإسهال الحادّ في مرحلة الطفولة شيوعاً.
  • داء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease).
  • التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis).
  • الداء البطني، أو مرض حساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac disease).
  • التهاب القولون المجهري (بالإنجليزية: Microscopic Colitis).
  • القولون العصبي أو متلازمة الأمعاء الهيوجة (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome) واختصاراً IBS.
  • سرطان القولون (بالإنجليزية: Colon cancer)؛ ففي بعض الحالات التي يتكوّن فيها ورم في القولون، والذي لا يغلق فيها مجرى الأمعاء بشكلٍ تامّ، الأمر الذي يؤدّي إلى إفراز الماء في منطقة من الأمعاء خلف الورم، فيتسبَّب في خروج براز مائي والإصابة بالإسهال.[4]
  • التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis)، أو سرطان البنكرياس؛ الذي يتسبّب في حدوث سوء امتصاص للدّهون في الجسم، وبالتالي الإصابة بالإسهال.[4]
  • أمراض الغدد الصمّاء التي تسبّب عدم اتزان الهرمونات في الجسم، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، أو مرض أديسون (بالإنجليزية: Addison's disease).[4]

تشخيص الإسهال

يشخص الطبيب الإصابة بالإسهال ليُحدّد السبب المباشر الذي أدّى للإصابة به، وهناك عدد من الأمور التي يجريها، نذكر منها ما يأتي:[1]

  • إجراء فحص بدني.
  • السؤال عن التاريخ المرضي للمُصاب.
  • فحص عينات من بول ودم المريض في المختبر.
  • إجراء اختبار الصيام؛ إذ يمكن من خلال هذا الفحص تحديد إذا كان هناك نوع معيّن من الطعام الذي يسبب الحساسية لجسم المصاب، أو لا يستطيع جسم المصاب تحمله.
  • إجراء اختبارات التصوير؛ ويمكن من خلالها الكشف عن وجود التهابات أو تشكّل تراكيب غير طبيعيّة في الأمعاء.
  • عمل زراعة للبراز بهدف التأكد من مسبّب الإسهال، سواءً كان هذا المسبّب نوع من أنواع البكتيريا، أو الطفيليّات، أو وجود علامة لأحد الأمراض.
  • إجراء عمليّة تنظير القولون؛ بهدف فحص القولون بشكلٍ كامل، والكشف عن وجود أيّة علامات لأمراض معويّة.
  • عمل التنظير السيني (بالإنجليزية: Sigmoidoscopy)؛ ويهدف هذا الاختبار إلى فحص الجزء السفلي من القولون والمستقيم، والكشف عن وجود علامات لأمراض معويّة.

علاج الإسهال

إنّ معظم حالات الإسهال الحادّ يتم الشفاء منها دون اللّجوء إلى العلاج الدوائي، ولكن في حالات الإسهال المزمن يتطلّب الأمر تشخيص الحالة للكشف عن مسبّب الإسهال وعلاج المشكلة، بالإضافة إلى علاج أعراض الإسهال، ومن الطّرق التي يمكن اتّباعها في علاج الإسهال ما يأتي:[2]

  • علاج الجفاف؛ يمكن تعويض السوائل وعلاج الجفاف من خلال شرب كميات كافية من السوائل، بالإضافة إلى إمكانيّة تناول المحلول الملحي الذي يحتوي على الملح والسكر، إذ يعمل على تعويض السوائل والإلكتروليت المفقودة من الجسم.
  • تناول مُضادّات الإسهال ونذكر منها لوبراميد (بالإنجليزية: Loperamide)، وبسموث سبساليسيلات (بالإنجليزية: Bismuth subsalicylate).
  • تناول المُضادّات الحيوية؛ يتم استخدام المُضادات الحيوية في علاج الإسهال الناتج عن الإصابة بعدوى بكتيريّة.
  • اتباع نمط غذائي مُعيّن يسهم في التخفيف من الإسهال، وتناول أنواع معينة من الأطعمة مثل البطاطا، والموز، وعصائر الفاكهة دون إضافة السكر إليها، والشوفان، والأرز، وتجنّب تناول الأطعمة المقليّة والسّكرية.
  • تناول البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotic)؛ قد تساعد البروبيوتيك على علاج الإسهال الناتج عن تناول المضادّات الحيويّة، أو الإسهال الناتج عن الإصابة ببكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل (بالإنجليزية: Clostridium difficile).

المراجع

  1. ^ أ ب Valencia Higuera, "What Causes Diarrhea?"، www.healthline.com, Retrieved 20-5-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Markus MacGill (28-11-2017), "What you should know about diarrhea"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-5-2018. Edited.
  3. ↑ "Diarrhea", www.mayoclinic.org,25-10-2016، Retrieved 20-5-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Jay W. Marks (31-1-2018), "Diarrhea Causes, Medicine, Remedies, and Treatment"، www.medicinenet.com, Retrieved 20-5-2018. Edited.