ولد أبو هريرة في اليمن، ونشأ في البادية، وكان يخدم أهله ويرعى الأغنام لهم،[1] وهو من قبيلة دوس،[2] ولد سنة 19 قبل الهجرة وأمه ميمونة بنت صبيح، وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس، وسُمّي عبد الرحمن بعد الإسلام، ولُقّب بأبي هريرة؛ لأنّه كان يحمل هرة ويعتني بها، أسلم أبو هريرة على يد الصحابي الطفيل بن عمرو الدوسي، وكان من أوائل الذين أسلموا على يده، وكان عمره عندما أسلم ست عشرة عاماً، وقد أثر النبي عليه الصلاة والسلام بشكل كبير في تنشئته وتربيته، فمنذ مجيئه للنبي لم يفارقه مطلقاً، وحصّل عن الرسول عليه الصلاة والسلام من العلم ما لم يحصل عليه أحد من الصحابة، كما كان عليه الصلاة والسلام يوجهه في الكثير من الأمور،[3] وقال له: (يا أبا هريرةَ كن ورعًا تكن أعبدَ الناسِ).[4]
من أهم الصفات الشخصية للصحابي أبي هريرة مايلي:[3]
كان أبو هريرة رضي الله تعالى عنه من كبار أئمة الفتوى، فهو مسند الصحابة؛ حيث زاد عدد الأحاديث التي رواها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام عن خمسة آلاف وثلاث مائة حديث، وحفظ بعض هذه الأحاديث عن رسول عليه الصلاة والسلام ورواها مباشرة عنه، بينما روى بعضها الآخر عنه بواسطة الصحابة الكبار؛ مثل أبي بكر، وعمر بن الخطاب، وأبي بن كعب رضوان الله عليهم، ومدح الرسول عليه الصلاة والسلام أبا هريرة؛ بسبب حرصه على طلب العلم والخير، وقد حصل رضي الله عنه على قدرته في الحفظ، وعدم النسيان بسبب دعاء النبي عليه الصلاة والسلام له.[5]
تُوفي رضي الله عنه سنة سبع وخمسين للهجرة وكان عمره ثمانية وسبعين عاماً، وقد لزم الرسول عليه الصلاة والسلام أربعة أعوام، وعاش بعد موته 47 عاماً يدعو إلى الله عز وجل، ويعلّم القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وكان مجتهداً في عبادة الله بالذكر، والصلاة، والصيام، وقراءة وتعليم القرآن.[6]