ما معنى اجهاض

ما معنى اجهاض
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الإجهاض

الإجهاض مصدر الفعل أجهض، ويُقال أجهض إجهاضاً فهو مُجهض، وقد جاء في اللغة أنّ الإجهاض هو خروج الجنين من رحم أمّه قبل إتمامه الشهر الرابع، وقد تمّ تقسيمه إلى نوعين رئيسيين، أمّا الأول فيُعرف بالإجهاض التلقائيّ، والذي يتمثل بخروج الجنين من رحم أمه لعدم قدرته على البقاء حياً فيه دون تدخل، وأمّا النوع الثاني فيُعرف بالإجهاض العلاجيّ ويتمثل بإنهاء الحمل بتدخّلٍ طبيٍّ بسبب وجود خطورة على المرأة في حال تمامه.[1]

أمّا في المصطلحات الطبية فيُعرّف الإجهاض بتعريف مرادف على أنّه إنهاء حياة الجنين في رحم أمّه، وقد بيّن الأطباء المختصون أنّ الإجهاض على نوعين أيضاً، إمّا تلقائيّ، وإمّا مُتعمّد طبياً، ويجدر بيان أنّ أعضاء الجنين تبدأ بالتكوّن من وقت غياب أول دورة شهرية عن موعدها، فغالباً ما يتكون قلب الجنين بعد مرور 31 يوماً على أول يوم في آخر دورة شهرية، في حين يبدأ دماغ الجنين بالتكون بعد مرور 40 يوماً على أول يوم في آخر دورة شهرية، وتبدأ الأطراف بالتكون في الذراعين والساقين بعد مرور 45 يوماً، وبين الأسبوع السابع والعاشر من الحمل يظهر الجنين على صورة إنسان نتيجة اكتمال نموّ أصابعه وأعضائه التناسلية، ويجدر بيان أنّ أغلب حالات الإجهاض تتمّ في هذه الفترة الزمنية.[2] ويجدر التنبيه إلى أنّ الإجهاض لا يتمّ إلا بمراجعة الطبيب المختص وبالإدخال إلى المراكز الطبية المعنيّة، وليس في البيت كما يمكن أن يعتقد البعض.[3]

مخاطر ومضاعفات الإجهاض

في الحقيقة يمكن إجراء الإجهاض المُتعمّد بطريقتين، إمّا دوائيّاً وإمّا جراحياً، ويترتب على هذه الطرق ظهور آثار جانبية ومضاعفات عديدة، يمكن إجمال أهمها فيما يأتي:[4][5]

  • الإجهاض الجراحيّ: غالباً ما تظهر آثار جانبية بعد الخضوع لعملية الإجهاض مباشرة، وتتمثل هذه الآثار بحدوث النزيف الذي غالباً ما يظهر على شكل خثرات دموية، والغثيان والتقيؤ، والشعور بالمغص، والتعرّق، والإغماء، وأمّا بالنسبة للمضاعفات التي تترتب على هذه العملية فيمكن إجمال أهمها فيما يأتي:
  • الإجهاض الدوائيّ: عادة ما تُواجه النساء اللاتي يخضعن للإجهاض الدوائيّ مشاكل تتمثل غالباً بالنزف والمغص لمدة قد تصل إلى أسبوعين، وإضافة إلى ذلك قد تُعاني المرأة من الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، والشعور بالدوخة، والصداع. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك عدد من المضاعفات التي قد تترتب على الإجهاض الدوائيّ يمكن إجمال أهمها فيما يأتي:
  • العدوى (بالإنجليزية: Infection)، ومن الأعراض التي تظهر على المرأة عند حدوث العدوى بعد الإجهاض: الحمّى، والشعور بألم في البطن، وظهور إفرازات مهبلية برائحة كريهة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العدوى قد تكون خطيرة للغاية وتتطلب إدخال المرأة إلى المستشفى، ويجدر بيان أنّ احتمالية المعاناة من العدوى تزداد في حال معاناة المرأة من أحد أنواع الأمراض المنقولة جنسياً (بالإنجليزية: Sexually Transmitted Diseases).
  • جروح عنق الرحم: وعادة ما تُعالج هذه المشاكل الصحية عن طريق خياطتها.
  • النزيف: وقد يكون النزيف حاداً للغاية فيتسبب بالحاجة إلى إدخال المرأة المصابة إلى المستشفى وكذلك احتمالية إجراء عمليات نقل الدم (بالإنجليزية: Blood Transfusion).
  • ثقب الرحم: (بالإنجليزية: Uterine Perforation)، وتحدث هذه المشكلة في حال تسبب الأداة المستخدمة في الجراحة بإلحاق الضرر بجدار الرحم.
  • بقاء جزء من الحمل داخل الرحم، أي عدم التخلص من الجنين بشكلٍ كامل.
  • التحسس أو الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة أثناء العملية أو الفترة الزمنية التي حولها، مثل مسكنات الألم، والمُهدّئات، والأدوية المستعملة في التخدير، والمضادات الحيوية، وغيرها.
  • عدم إكمال إخراج الجنين، فنجد أنّ جزءاً منه لا يزال في الرحم، ويمكن أن يتسبب ذلك بحدوث مشاكل ومضاعفات صحية خطيرة منها الإصابة بالعدوى.
  • بقاء خثرات الدم في الرحم.
  • النزف الشديد.
  • احتمالية حدوث حمل خارج الرحم لا يمكن التبؤ به، ويجدر بيان أنّ هذا النوع من الحمل خطير للغاية ويتطلب تدخلاً طبياً طارئاً.

حكم الإجهاض في الإسلام

أكّدت نصوص الشريعة الإسلامية على ضرورة المحافظة على الحمل واحترامه، وتجنب الاعتداء عليه، وقد أجمع العلماء على تحريم إجهاض الجنين بعد نفخ الروح، مستندين في ذلك إلى قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)،[6] أمّا بالنسبة لحكم الإجهاض قبل نفخ الروح فقد اختلف العلماء فيه، فمنهم من حرّمه مُستنداً إلى قول الله عزّ وجلّ: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)،[7] فقد عُدّ الإجهاض أحد صور إهلاك النسل، وفي المقابل أجاز بعض العلماء إجهاض الجنين قبل نفخ الروح، وفي الحديث عن نفخ الروح لا بُدّ من بيان وقته، فمن العلماء من قال إنّه بعد أول أربعين يوم ولا يتجاوز اليوم الخامس والأربعين من لحظة انغراس الجنين بالرحم، في حين رجّح جمهور العلماء أنّ نفخ الروح يكون بعد مئة وعشرين يوماً. ولأنّ الإسلام دين يُسر، فقد أباح بجواز إجهاض الجنين بغض النظر عن عمره في الحالات التي يكون فيها عذر شرعيّ، ويُقصد بهذا العذر وجود خطر على صحة الأم الحامل يُهدّد حياتها في حال اكتمال الحمل، بشرط أن يُقرّ ذلك مجموعة من الأطباء الموثوقين، ومن العلماء من رأى أنّ حالات العذر أيضاً تشمل حمل الفتاة الناتج عن تعرّضها للاغتصاب من أعداء المسلمين.[8]

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى إجهاض في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "Abortion-Definition", www.ncrtl.org, Retrieved July 22, 2018. Edited.
  3. ↑ "Abortion", www.nhs.uk, Retrieved July 22, 2018. Edited.
  4. ↑ "Surgical Abortion", www.healthline.com, Retrieved July 22, 2018. Edited.
  5. ↑ "Abortion Pill: What Is a Medical Abortion?", www.healthline.com, Retrieved July 22, 2018. Edited.
  6. ↑ سورة الأنعام، آية: 151.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 205.
  8. ↑ "حكم الاجهاض للحاجة", www.saaid.net, Retrieved 22-7-2018. Edited.
  9. ↑ فيديو عن أسباب الاجهاض.