ما هي زكاة المال
زكاة المال
تعدّ زكاة الأموال من أركان الإسلام المفروضة، وهي في غاية الأهميّة في حياة المسلمين؛ لأنها الركن الثالث من أركان الإسلام، وحين تطهّر الصّلاة النّفس، فإنّ الزّكاة تطهّر المال وهي لغةً من الزّكاة وهو التّطهير والنّماء والزّيادة، واصطلاحاً يجب في مال المسلم حقٌّ لله تعالى إذا بلغ المال نصابًا ومضى عليه الحول، وهي حقٌ معلوم في المال كما ذكر الله تعالى في كتابه: (وفي أموالهم حقّ معلوم، للسّائل والمحروم )، وقال تعالى في شأنها كذلك: ( خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكيهم بها )، ومن هذه الآية الكريمة يتبيّن لنا دور الزّكاة كأداة تطهيرٍ للنّفس أيضاً حيث تطهّرها ممّا علق بها من أدران الذّنوب والمعاصي، كما أنّها تحقّق التّكافل في المجتمع حين يقوم كلّ مسلمٍ بدفع زكاة ماله فلا يبقى فقير أو محتاج .
ومن الأمور التي تبيّن أهميّة الزّكاة موقف سيّدنا أبو بكر الصّديق رضي الله تعالى عنه حين قاتل من امتنع من قبائل العرب عن دفع الزّكاة إلى بيت مال المسلمين بعد وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وقد اعتبرهم أبو بكر الصّديق مرتدّين بسبب ذلك، وقد أصرّ على قتالهم بقوله والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدّونها إلى رسول الله لقاتلتهم عليها، وقد أذعنت القبائل بعد أن هزمت لهذا الأمر، فقامت بدفع زكاة أموالها .
لمن تُصرف الزكاة؟
إنّ للزّكاة عددٌ من المصارف التي تصرف فيها الأموال، وهي أن تكون للفقراء والمساكين والعاملين على جمع الزّكاة والغارمين أي الّذين بلغت ديونهم حدًا لا يستطيعون به سداد ديونهم، والمؤلّفة قلوبهم، وهم الّذين كان يدفع لهم من مال الزّكاة تآلفاً لقلوبهم أي كسباً لها للثّبات على الدّين، وفي الرّقاب حيث يدفع جزءٌ من الزّكاة في تحرير العبيد من الرّق، وابن السّبيل وهو الإنسان الغريب عن وطنه الّذي تقطّعت به السّبل ولم يجد مالًا أو مؤونةً فيعطى من الزّكاة، وأخيراً في سبيل الله وهو المصرف الذي اختلف في تفسيره العلماء والرّاجح أنّه الإنفاق على الجهاد في سبيل الله تعالى.
أمّا النّسبة التي تخرج منها زكاة المال، فهي كما حدّدها الشّرع اثنان ونصف بالمائة، ويشترط لوجوب الزّكاة في المال أن يبلغ المال نصاباً، ونصابه هو ما يعادل خمسة وثمانون غرام ذهب، وأن يبلغ على هذا المال البالغ النّصاب الحول أي سنةً كاملة، فإذا مضت سنة أدّى المسلم زكاة ماله بنفسٍ طيبّة مرتجيةٍ الأجر من ربّها .