-

لماذا لقبت فاطمة بالزهراء

لماذا لقبت فاطمة بالزهراء
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فاطمة الزّهراء

بعد أن تزوّج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من أُولى زوجاته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- أنجبت منه أولاداً وبناتٍ؛ منهم السيّدة فاطمة الزّهراء رضي الله عنها، وقد كانت لها مكانة ومنزلة عند الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ فقد كان يُحبُّها، كما كان يستشيرها في الكثير من الأمور، ويُسِرُّ إليها في أمورٍ عدّيدة، دليلاً على مكانتها الرفيعة عنده. وقد وردت في السيرة النبوية العطِرة عدّة شواهد تُشير إلى منزلة فاطمة -رضي الله عنها- ومكانتها عند النبي صلّى الله عليه وسلّم، أمّا سبب تلقيبها بالزّهراء فلم يثبت فيه عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- شيءٌ، وإنّما يرجع ذلك إلى بعض أهل العِلم، فما سبب تلقيبها بالزَّهراء، وما معنى هذا اللقب، وعلامَ يدلّ؟

سبب تلقيب فاطمة بالزَّهراء

أورد العديد من العلماء أنّ من كُنى السيّدة فاطمة بنت نبيّ الله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- والتي اشتُهِرت فيها بين الناس هو الزّهراء، وسبب ذلك أنّ لون بشرتها -رضي الله عنها- بيضاء تميل إلى الحُمرة؛ حيث إنّ معنى الزّهراء في اللغة هو: المشرقة البيضاء المُستنيرة، ويُقال للرجل: أزهر، وللمرأة: زهراء، وقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أزهرَ اللّون كما جاء وصفه في حديث أنس -رضي الله عنه- حيث قال: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أزهرَ اللونِ، كأنَّ عرقَه اللؤلُؤ)،[1] وهذا اللون من أفضل ألوان البشرة، ولعلَّ هذا الوصف جاء من باب مدح السيدة فاطمة -رضي الله عنها- وتشبيهها بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث كانت أكثر الناس شبَهاً به؛ من حيث الجمال، وحُسْن الصورة.[2]

تعريف بفاطمة الزّهراء

إنّ شخصيّة السيّدة فاطمة -رضي الله عنها- شخصيّة عظيمة، تحمل صفاتٍ وخصالاً شريفةً؛ فهي من أطهر الناس نسَباً، وبيان ذلك على النحو الآتي:[3]

  • نسب فاطمة الزّهراء: هي فاطمة بنت محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، أمّا كُناها فهي عديدة؛ منها كُنية أُمّ أبيها، وكُنية الزّهراء، وقد روت السيدة فاطمة -رضي الله عنها- الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ونقلَهُ عنها ابناها الحَسَن والحُسَيْن -رضي الله عنها- ابنا عليٍّ بن أبي طالب -رضي الله عنه، كما روى عنها زوجها عليٌّ كرَّم الله وجهه، وروَت عنها السيّدة عائشة أمّ المؤمنين، وأمّ سلَمة، وأمّ رافع، وسلمى، وأنس بن مالك رضي الله عنهم، وغيرهم، أمّا من حيث العُمر فقد كانت فاطمة -رضي الله عنها- أصغر بنات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من زوجته خديجة رضي الله عنها، وكانت أحبّهن إليه وأقربهنَّ إلى قلبه.
  • مولد فاطمة الزّهراء: اختلفت الرِّوايات في تاريخ ولادة السيدة فاطمة -رضي الله عنها- فقد روى الواقديّ عن العباس عمِّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها وُلِدت عندما كانت الكعبة المُشرَّفة قيد البناء، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يبلغ خمساً وثلاثين سنةً من عمره حينها، وقال بذلك المدائنيّ، ورُوي عن عبيد الله بن محمد الهاشميّ أنّها وُلِدت لمّا بلغ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إحدى وأربعين سنةً من عمره، وقد كان مولدها قبل بعثة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بسنةٍ أو أكثر قليلاً. تزوّجها عليّ -رضي الله عنه- في شهر محرّم من السنة الثانية للهجرة، وقد انقطع نسل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلّا منها؛ إذ أنجبت الحسن، والحسين، وغيرهم رضي الله عنهم.
  • وفاة فاطمة الزّهراء: تُوفِّيت فاطمة الزّهراء في شهر رمضان المبارك، وقد كان عمرها تسعاً وعشرين سنةً، وهي أوّل من لحق بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وفاةً من أهله، صلّى عليها زوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وكان قد غسّلها مع أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وتمّ دفنها ليلاً.[4]

منزلة فاطمة الزّهراء

كانت السيّدة فاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- من أحبّ الناس إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومن أحبّ أولاده إليه، فقد كانت من أشبه الناس بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأكثرهم قُرباً منه، وكان يقوم ويقبّلها ويُجلسها في مجلسه إذا دخلت عليه، وكانت تفعل ذات الشيء إذا دخل عليها الرسول صلّى الله عليه وسلّم.[5]

وقد جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها: (ما رأيتُ أحداً أَشبه سَمتاً ودَلّاً وهَدياً برسولِ اللهِ في قيامِها وقعودِها من فاطمةَ بنتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالت: وكانت إذا دَخَلَت على النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قام إليها فقَبَّلَها وأَجلَسَها في مَجلِسِهِ، وكان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا دخل عليها قامت من مَجلِسِها فقَبَّلَتهُ وأَجلَسَتهُ في مَجلِسِها، فلما مَرِضَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- دَخَلَت فاطمةُ فأَكَبَّت عليه، فقَبَّلَته ثمّ رَفَعَت رأسَها فبَكَت، ثمّ أَكَبَّت عليه، ثمّ رَفَعَت رأسَها فضَحِكَت، فقلتُ إن كنتُ لَأَظُنَّ أنَّ هذه من أَعقَلِ نسائِنا فإذا هي من النساءِ، فلما تُوُفِّيَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قلتُ لها: أرأيتِ حين أَكبَبتِ على النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فرَفَعتِ رأسَكِ فبَكَيتِ ثمّ أَكبَبتِ عليه فرَفَعَتِ رأسَكِ فضَحِكتِ، ما حَمَلَكِ على ذلك؟ قالت: إنِّي إذاً لَبَذِرَةٌ، أخبرني أنّه مَيِّتٌ من وجعِه هذا فبَكَيتُ، ثمّ أخبرني أنّي أَسرَعُ أهلِه لُحُوقاً به، فذاكَ حينَ ضَحِكتُ).[6]

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2330.
  2. ↑ محمد صالح المنجد (18-9-2014)، "لماذا يطلق على فاطمة رضي الله عنها لقب الزّهراء؟، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2017. بتصرّف.
  3. ↑ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (1412)، الإصابة في تمييز الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الجيل، صفحة: 53-56، جزء: 8. بتصرّف.
  4. ↑ "فاطمة بنت رسول الله"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2017. بتصرّف.
  5. ↑ زين الدين المناوي القاهري ، إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل، القاهرة: مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع،، صفحة 26-28. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3872، صحيح.