يُعرف التواضع على أنّه الاستسلام للحقّ، وترك الاعتراض على الحكم، وقال أحد الصالحين عن التواضع إنه خفض الجناح للخلق، ومعاملتهم معاملة لينة وطيبة، كما قال الرازي: إنَّه ترك التمييز في الخدمة، أما الفضيل فقال عن التواضع إنه الخضوع للحق والانقياد له، وقبوله حتى لو تم استماعه من صبي، أو من أجهل الناس، وبالتالي فإنَّ التواضع هو تهذيب للطباع الإنسانية، والنزعات الفطرية، والحد من كبر النفس، والغرور.[1]
يتمثل التواضع في أنَّه سرّ كل توفيق ورفعة، وهي صفة من صفات عباد الرحمن، وخلق من أخلاق أولياء الله، ولقد بشّر النبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم أهل التواضع بالرفعة، حيث قال عليه السلام: (ما نقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زاد اللهُ عبدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أَحدٌ للهِ إلَّا رفَعَه اللهُ عزَّ وجَلَّ)[2]، كما يجب الابتعاد عن خصلة الكبر، والتي هي صفة من صفات الكفار التي أبعدتهم عن الهداية، بالإضافة إلى أنها صفة من صفات إبليس، والتي طُرد بسببها من رحمة الله تعالى، فالشخص المتواضع يكون محبوباً بين الناس، وقريباً من رسول الله يوم القيامة، وقد صدق من قال:[3]إن التواضع من خصال المتقي
يتحقق التواضع من خلال وجود علامات ومظاهر تدلُّ على ذلك، ومنها ما يلي:[3]
يتميز خلق التواضع بفوائده الجمّة، ومن هذه الفوائد ما يلي:[4]