تعرف الأخلاق لغةً بأنها الطّبع، والسّجية، والدين، علماً أن الدّين هو الصورة الباطنية للإنسان، أمّا الأخلاق فهي الصورة الظاهرة له، ويوصف الشخص بأنه حَسَن الباطن، والظّاهر إن كان حَسَن الخُلُق والخَلْق، أمّا الأخلاق اصطلاحاً فهي قيم راسخة في النفس، تنمُّ عنها الأفعال، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه الأفعال قد تكون محمودةً فيكون الخُلُق حَسَناً، أو قد تكون مذمومةً فيكون الخُلُق سيّئاً، ومن هنا تأتي أهمية الأخلاق في بناء المجتمعات، وفيما يأتي سنعرفكم على هذه الأهمية.
تعتبر الأخلاق قاعدة أساسية لبناء المجتمعات، حيث تُبنى عليها جميع القوانين والأحكام، وهي الأساس الذي تقوم عليه مبادئ الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يجعلها أساس صلاح المجتمع، والدرع الواقي من المسبّبات المؤدّية لانهياره، وتحويلها إلى مجتمعات تحكمها الشهوات أو الغرائز، وبالتالي سيادة قانون الغاب فيها.
تعتبر الأخلاق العنصر الأساسي في إنشاء أفرادٍ مثاليين، وأسر سليمة، ومجتمعاتٍ راقية، ودولٍ متقدّمةٍ، لذلك تلعب الأخلاق دوراً أساسياً في تهذيب المجتمعات، وإعدادها إعداداً فاضلاً، علماً أنّ الأخلاق المثالية هي العاصمة للمجتمعات من الانهيار والانحلال، كما أنّها هي التي تصون المدنية والحضارات من الضياع، ممّا يجعلها المسبّب الأساسي لنهضة الأمم، وقوّتها.
تلعب الأخلاق دوراً أساسياً في تنمية الشعور الجماعي بالآخرين، وفي تنظيم العلاقات بين الأفراد، الأمر الذي يقوّي أواصر المجتمع، ويزيد من ألفته، ومن تعاونه، وتماسكه، وبالتالي قوّته.
تلعب الأخلاق دوراً في تنمية الإرادة، ووضع حدود للشهوات، الأمر الذي يدفع الأشخاص لإشباعها بالطرق الصحيحة والشرعية، وبالتالي كبح جماح النزوات.
تعتبر الأخلاق الدستور المثالي الذي يتم تقييم الأفعال والتصرفات بناءً عليه، علماً أنّ كل ما يتفق مع التصرفات هو حسن ومحترم وخيّر، وكل ما يخالفها فهو شر ومحتقر وسيئ، الأمر الذي يوحّد هذه القيم لدى أفراد المجتمع.